responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 114

ذلك من عموم قوله عليه السّلام: «إنّما الأعمال بالنيّات» و يظنّ أنّ المعصية تنقلب طاعة بالنيّة كالّذي يغتاب إنسانا مراعاة لقلب غيره أو يطعم فقيرا من مال غيره أو يبني مدرسة أو مسجدا أو رباطا بمال حرام و قصده الخير فهذا كلّه جهل و النيّة لا تؤثّر في إخراجها عن كونها حراما و ظلما و عدوانا و معصية بل قصده الخير بالشرّ على خلاف مقتضى الشرع شرّ آخر فإن عرفه فهو معاند للشرع و إن جهله فهو عاص بجهله إذ طلب العلم فريضة على كلّ مسلم، فالخيرات إنّما عرف كونها خيرات بالشرع فكيف يمكن أن يكون الشرّ خيرا هيهات بل المروّج لذلك على القلب خفيّ الشهوة و باطن الهوى فإنّ القلب إذا كان مائلا إلى طلب الجاه و استمالة قلوب الناس و سائر حظوظ النفس توسّل الشيطان به إلى التلبيس على الجاهل، و لذلك قال سهل: ما عصي اللّه تعالى بمعصية أعظم من الجهل فقيل له: يا أبا محمّد هل تعرف شيئا أشدّ من الجهل قال: نعم الجهل بالجهل. و هو كما قال لأنّ الجهل بالجهل يسدّ بالكلّيّة باب التعلّم فمن ظنّ بنفسه أنّه عالم كيف يتعلّم و كذلك أفضل ما أطيع اللّه به العلم و رأس العلم العلم بالعلم كما أنّ رأس الجهل الجهل بالجهل فإنّ من لا يعرف العلم النافع من العلم الضارّ اشتغل بما أكبّ الناس عليه من العلوم المزخرفة الّتي هي وسائلهم إلى الدّنيا و ذلك هو مادّة الجهل و منبع فساد العالم و المقصود أنّ من قصد الخير بمعصية عن جهل فهو غير معذور إلّا إذا كان قريب العهد بالإسلام و لم يجد بعد مهلة التعلّم و قد قال تعالى: «فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ» [1] و قال عليه السّلام: «لا يعذر الجاهل على الجهل و لا يحلّ للجاهل أن يسكت على جهله و لا للعالم أن يسكت على علمه»[1]و يقرب من تقرّب السلاطين ببناء المساجد و المدارس بالمال الحرام تقرّب علماء السوء بتعليم العلم السفهاء و الأشرار المعروفين‌


[1] أخرجه الطبراني في الأوسط و ابن السني و أبو نعيم في رياضة المتعلمين من حديث جابر بسند ضعيف دون قوله: «لا يعذر الجاهل على الجهل» و فيه «لا ينبغي بدل «لا يحل» و قد تقدم في العلم.


[1] النحل: 45.

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست