responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 113

ثوبا لم يسر من أعضائه أثر إلى قلبه لتأكيد الرّقّة، و كذلك من سجد غافلا و هو مشغول الهمّ بأغراض الدّنيا لم يسر من جبهته و وضعها على الأرض أثر إلى قلبه يتأكّد به التواضع و كان وجوده كعدمه و ما يساوي وجوده عدمه بالإضافة إلى الغرض المطلوب منه يسمّى باطلا فيقال: العبادة بغير نيّة باطلة و هذا معناه إذا فعل عن غفلة فإن قصد به رياء أو تعظيم شخص آخر لم يكن وجوده كعدمه بل زاده شرّا فإنّه لم يؤكّد الصفة المطلوب تأكيدها بل آكد الصفة المطلوب قمعها و هي صفة الرّياء الّتي هي من الميل إلى الدّنيا فهذا وجه كون النيّة خيرا من العمل و بهذا يعرف معنى قوله عليه السّلام: «من همّ بحسنة و لم يعملها كتبت له حسنة» لأنّ همّ القلب هو ميله إلى الخير و انصرافه عن الهوى و حبّ الدّنيا و هو غاية الحسنات و إنّما الإتمام بالعمل يزيدها تأكيدا فليس المقصود من إرادته دم القربان الدّم و اللّحم بل ميل القلب عن حبّ الدّنيا و بذلها إيثارا لوجه اللّه عزّ و جلّ و هذه الصفة قد حصلت عند جزم النيّة و الهمّة و إن عاق عن العمل عائق فلن ينال اللّه لحومها و لا دماؤها و لكن يناله التقوى منكم، و التقوى هاهنا أعني في القلب و لذلك قال عليه السّلام: «إنّ قوما بالمدينة و قد شاركونا في الجهاد» كما رويناه لأنّ قلوبهم في صدق إرادة الخير و بذل المال و النفس و الرّغبة في طلب الشهادة و إعلاء كلمة اللّه عزّ و جلّ كقلوب الخارجين في الجهاد و إنّما فارقوهم بالأبدان لعوائق تخصّ الأسباب الخارجة عن القلب و ذلك غير مطلوب إلّا لتأكيد هذه الصفات. و بهذا يفهم جميع الأحاديث الّتي أوردناها في فضيلة النيّة فأعرضها عليها لتنكشف لك أسرارها فلا نطول بالإعادة.

(بيان تفصيل الاعمال المتعلّقة بالنيّة)

اعلم أنّ الأعمال و إن انقسمت أقساما كثيرة من فعل و قول و حركة و سكون و جلب نفع و دفع ضرّ و فكر و ذكر و غير ذلك ممّا لا يتصوّر إحصاؤه و استقصاؤه فهي ثلاثة أقسام معاصي و طاعات و مباحات.

القسم الأوّل المعاصي و هي لا يتغيّر موضوعاتها بالنيّة فلا ينبغي أن يفهم الجاهل‌

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست