responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 293

فلمّا خرج عليهم سكتوا حياء منه فقال: تكلّموا فيما كنتم تقولون فسكتوا فقال:

كنّا نعدّ هذا نفاقا على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. و هذا حذيفة كان قد خصّ بعلم المنافقين و أسباب النفاق‌ [1] و كان يقول: إنّه يأتي على القلب ساعة يمتلي بالإيمان حتّى لا يكون للنفاق فيه مغرز إبرة و يأتي عليه ساعة يمتلي بالنفاق حتّى لا يكون للإيمان فيه مغرز إبرة. فقد عرفت بهذا أنّ خوف العارفين من سوء الخاتمة و أنّ سببه أمور مقدّمة منها البدع و منها المعاصي و منها النفاق و متى يخلو العبد عن شي‌ء من جملة ذلك و إن ظنّ أنّه قد خلا عنه فهو النفاق إذ قيل: من آمن النفاق فهو منافق. و قال بعضهم لبعض العارفين: إنّي أخاف على نفسي النفاق فقال: لو كنت منافقا لما خفت النفاق، فلا يزال العارف بين الالتفات إلى السابقة و الخاتمة خائفا منهما و لذلك قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «العبد المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدري ما اللّه صانع فيه و بين أجل قد بقي لا يدري ما اللّه قاض فيه فو الّذي نفسي بيده ما بعد الموت من مستعتب و لا بعد الدّنيا من دار إلّا الجنّة أو النّار» [2].

(بيان معنى سوء الخاتمة)

فإن قلت: إنّ أكثر هؤلاء يرجع خوفهم إلى سوء الخاتمة فما معنى سوء الخاتمة؟ فاعلم أنّ سوء الخاتمة على رتبتين إحداهما أعظم من الأخرى فأمّا الرّتبة العظيمة الهائلة أن يغلب على القلب عند سكرات الموت و ظهور أهواله إمّا الشكّ و إمّا الجحود فتقبض الرّوح على حالة غلبة الجحود أو الشكّ فيكون ما غلب على القلب من عقدة الجحود حجابا بينه و بين اللّه أبدا و ذلك يقتضي البعد الدّائم و العذاب المخلّد، و الثانية و هي دونها أن يغلب على قلبه عند الموت حبّ أمر من أمور الدّنيا و شهوة من شهواتها فيتمثّل ذلك في قلبه و يستغرقه حتّى لا يبقى في تلك الحالة متّسع لغيره فيتّفق قبض روحه في تلك الحال فيكون استغراق قلبه به منكسا رأسه إلى الدّنيا و صارفا وجهه إليها، و مهما انصرف الوجه عن اللّه تعالى حصل الحجاب، و مهما حصل‌


[1] راجع المجلد الأول ص 162، و مسند أحمد ج 5 ص 386 إلى 390.

[2] أخرجه البيهقي في الشعب مرسلا و قد تقدم في ذم الدنيا.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 293
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست