نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 6 صفحه : 228
الخلق كلّهم قبيح و في الفقراء أقبح.
و يقال: لا عزّ إلّا لمن تذلّل للَّه عزّ و
جلّ و لا رفعة إلّا لمن تواضع للَّه، و لا أمن إلّا لمن خاف اللّه، و لا ربح إلّا
لمن ابتاع نفسه من اللّه عزّ و جلّ.
و عن عمرو بن شيبة قال: كنت بمكّة بين الصفا
و المروة فرأيت رجلا راكبا بغلة و بين يديه غلمان و إذا هم يعنّفون الناس، قال:
ثمّ عدت بعد حين فدخلت بغداد فكنت يوما على الجسر فإذا أنا برجل حاف حاسر طويل
الشعر قال: فجعلت أنظر إليه و أتأمّله فقال لي: مالك تنظر إليّ؟ فقلت له: شبّهتك
برجل رأيته بمكّة و وصفت له الصفة، فقال: أنا ذلك الرّجل، فقلت: ما فعل اللّه بك؟
فقال: إنّي ترفّعت في موضع يتواضع فيه الناس فوضعني اللّه حيث يترفّع فيه الناس.
و تفاخرت قريش عند سلمان- رضي اللّه عنه-
يوما فقال سلمان: لكنّني خلقت من نطفة قذرة ثمّ أعود جيفة منتنة ثمّ آتي الميزان
فإن ثقل فأنا كريم و إن خفّ فأنا لئيم.
(بيان حقيقة الكبر و آفته)
اعلم أنّ الكبر ينقسم إلى ظاهر و باطن و
الباطن هو خلق في النفس و الظاهر هو أعمال تصدر من الجوارح و اسم الكبر بالخلق
الباطن أحقّ، و أمّا الأعمال فإنّها ثمرات لذلك الخلق و خلق الكبر موجب للأعمال و
لذلك إذا ظهر على الجوارح يقال:
تكبّر و إذا لم يظهر يقال: في نفسه كبر،
فالأصل هو الخلق الّذي في النفس و هو الاسترواح و الرّكون إلى رؤية النّفس فوق
المتكبّر عليه فإنّ الكبر يستدعي متكبّرا عليه و متكبّرا به، و به ينفصل الكبر عن
العجب كما سيأتي فإنّ العجب لا يستدعي غير المعجب بل لو لم يخلق الإنسان إلّا وحده
تصوّر أن يكون معجبا و لا يتصوّر أن يكون متكبّرا إلّا أن يكون مع غيره و هو يرى
نفسه فوق ذلك الغير في صفات الكمال، فعند ذلك يكون متكبّرا و لا يكفي أن يستعظم
نفسه ليكون متكبّرا فإنّه قد يستعظم نفسه و لكن يرى غيره أعظم من نفسه أو مثل نفسه
فلا يتكبّر عليه و لا يكفي أن يستحقر غيره فإنّه مع ذلك لو رأى نفسه أحقر لم
يتكبّر و لو
المحجة
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 6 صفحه : 228