نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 6 صفحه : 222
و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «إنّه
ليعجبني أن يحمل الرّجل الشيء في يده فيكون مهنة لأهله يدفع به الكبر عن نفسه»[1].
و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم
لأصحابه: «مالي لا أرى عليكم حلاوة العبادة، قالوا: و ما حلاوة العبادة؟ قال:
التواضع»[2].
و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «إذا
رأيتم المتواضعين من امّتي فتواضعوا لهم، و إذا رأيتم المتكبّرين فتكبّروا عليهم
فإنّ ذلك لهم مذلّة و صغار»[3].
(1) أقول:
و من طريق الخاصّة
ما رواه في الكافي عن أبي عبد اللّه عليه
السّلام قال: «أرسل النجاشيّ إلى جعفر بن أبي طالب[1]و أصحابه قد خلوا عليه و هو
في بيت له جالس على التراب و عليه خلقان الثياب، قال: فقال جعفر: فأشفقنا منه حين
رأيناه على تلك الحال، فلمّا رأى ما بنا و تغيّر وجوهنا قال: الحمد للَّه الّذي
نصر محمّدا و أقرّ عينه، ألا أبشّركم؟ فقلت: بلى أيّها الملك فقال: إنّه جاءني
الساعة من نحو أرضكم عين من عيوني هناك فأخبرني أنّ اللّه تعالى قد نصر نبيّه
محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أهلك عدّوه و أسر فلان و فلان التقوا بواد
يقال له: بدر، كثير الأراك لكأنّي أنظر إليه حيث كنت أرعى لسيّدي هناك و هو رجل من
بني ضمرة فقال له جعفر: أيّها الملك فما لي أراك جالسا على التراب و عليك هذه
الخلقان؟ فقال: يا جعفر إنّا نجد فيما أنزل اللّه على عيسى عليه السّلام أنّ من
حقّ اللّه تعالى على عباده أن يحدثوا له تواضعا عند ما
[1] النجاشي بفتح النون و تخفيف الجيم
المعجمة لقب ملك الحبشة و المراد هنا الذي أسلم و آمن بالنبي (ص) و اسمه أصحمة بن
بحر، أسلم قبل الفتح و مات قبله صلى عليه النبي (ص) لما جاءه خبر موته. و جعفر بن
أبي طالب هو أخو أمير المؤمنين عليه السّلام و كان أكبر منه بعشر سنين و هو من
كبار الصحابة و من الشهداء الأولين و هو صاحب الهجرتين الحبشة و هجرة المدينة و
استشهد يوم مؤتة سنة ثمان و له إحدى و أربعون سنة فوجد فيما أقبل من جسده تسعون
ضربة ما بين طعنة برمح و ضربة بسيف و قطعت يداه في الحرب فأعطاه اللّه جناحين يطير
بهما في الجنة فلقب ذا الجناحين.