responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 5  صفحه : 94

و قال الفضيل: لأن يصحبني فاجر حسن الخلق أحبّ إليّ من أن يصحبني عابد سيّئ الخلق.

و صحب ابن المبارك رجل سيّئ الخلق في سفره فكان يحتمل منه و يداريه فلمّا أن فارقه بكى، فقيل له في ذلك، فقال: أترحّم عليه، فارقته و خلقه معه لم يفارقه.

و قال الجنيد: أربع يرفع العبد إلى أعالي الدّرجات و إن قلّ علمه و عمله الحلم و التواضع و السّخاء و حسن الخلق و هو كمال الإيمان.

و قال يحيى بن معاذ: سوء الخلق سيّئة لا تنقع معها كثرة الحسنات و حسن الخلق حسنة لا تضرّ معها كثرة السيّئات.

و سئل ابن عبّاس ما الكرم؟ فقال: ما بيّن اللّه تعالى في كتابه‌ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ‌ [1] قيل له: ما الحسب؟ قال: أحسنكم خلقا أفضلكم حسبا.

و قيل: لكلّ بنيان أساس و أساس الإيمان حسن الخلق.

و قال ابن عطاء: ما ارتفع من ارتفع إلّا بالخلق الحسن و لم ينل أحد كماله إلّا المصطفى محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و أقرب الخلق إلى اللّه تعالى السالكون آثاره بحسن الخلق.

(بيان حقيقة حسن الخلق و سوء الخلق)

اعلم أنّ الناس قد تكلّموا في حقيقة الخلق الحسن و أنّه ما هو؟ و ما تعرّضوا لحقيقته و إنّما تعرّضوا لثمرته، ثم لم يستوعبوا جميع ثمراته بل ذكر كلّ واحد من ثمراته ما خطر له و كان حاضرا في ذهنه و لم يصرفوا العناية إلى ذكر حدّه و حقيقته المحيطة بجميع ثمراته على التفصيل و الاستيعاب، و ذلك كقول بعضهم: حسن الخلق بسط الوجه، و بذل الندى، و كفّ الأذى، و قال الواسطي: هو أن لا يخاصم و لا يخاصم من شدّة معرفته باللّه، و قال بعضهم: هو أن يكون من الناس قريبا و فيما بينهم غريبا، و قال أبو عثمان: هو الرّضا عن اللّه، فهذا و أمثاله كثير و هو تعرّض‌


[1] الحجرات: 13.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 5  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست