responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 5  صفحه : 72

(فصل) فإن قلت كيف يتمثّل الشيطان لبعض الناس دون بعض؟

و إذا رأى صورته فهي صورته الحقيقيّة أو هو مثال له تمثّل به؟ و إن كان صورته الحقيقية فكيف يرى بصور مختلفة؟ و كيف يرى في وقت واحد في مكانين؟ و على صورتين حتّى يراه شخصان بصورتين مختلفتين؟ فاعلم أنّ الملك و الشيطان لهما صورتان هي حقيقة صورتهما و لا يدرك حقيقة صورتهما بالمشاهدة إلّا بأنوار النبوّة كما رأى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم جبرئيل عليه السّلام في صورته مرّتين‌ [1] و ذلك أنّه صلّى اللّه عليه و آله سأله أن يريه نفسه على صورته فواعده ذلك بحراء، فطلع له جبرئيل عليه السّلام فسدّ الأفق من المشرق إلى المغرب، و رآه مرّة أخرى على صورته ليلة المعراج عند سدرة المنتهى و إنّما كان يراه في صورة الآدمي غالبا و كان يراه في صورة دحية الكلبي [1]و كان رجلا حسن الوجه و الأكثر أنّه يكاشف أهل المكاشفة من أرباب القلوب بمثال صورته، فيتمثّل الشيطان له في اليقظة فيراه بعينه و يسمع كلامه باذنه و يقوم ذلك مقام حقيقة صورته كما ينكشف في المنام لأكثر الصّالحين، و إنّما المكاشف في اليقظة هو الّذي ينتهي إلى رتبة لا يمنعه اشتغال الحواسّ بالدّنيا عن المكاشفة الّتي يكون في النّوم فيرى في اليقظة ما يراه غيره في النّوم، كما روى أنّ رجلا سأل ربّه أن يريه موضع الشيطان من قلب ابن آدم فرأى في النّوم جسد رجل شبه البلّور يرى داخله من خارجه و رأى الشيطان في صورة ضفدع قاعد على منكبه الأيسر بين منكبه و إذنه، له خرطوم طويل دقيق قد أدخله من منكبه الأيسر إلى قلبه، يوسوس إليه فإذا ذكر اللّه خنس، و مثل هذا يشاهد بعينه في اليقظة، و قد رآه بعض المكاشفين في صورة كلب جاثم على جيفة


[1] «حديث أنه كان يرى جبرئيل عليه السّلام في صورة دحية الكلبي» أخرجه الشيخان من حديث أسامة بن زيد «أن جبرئيل أتى النبي صلّى اللّه عليه و آله و عنده أم سلمة فجعل يحدث ثم قام فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله لام سلمة: من هذا؟ قالت: دحية».


[1] أخرجه البخاري ج 6 ص 176

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 5  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست