نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 5 صفحه : 7
تحت الأمر و زايلها الاضطراب بسبب معارضة
الشهوات سمّيت النّفس المطمئنّة، قال اللّه تعالى: يا أَيَّتُهَا
النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ. ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً[1] و النّفس
بالمعنى الأوّل لا يتصوّر رجوعها إلى اللّه، فإنّها مبعّدة عن اللّه تعالى، و هي
من حزب الشيطان، و إذا لم يتمّ سكونها و لكنّها صارت مدافعة للنّفس الشّهوانيّة و
معترضة عليها سمّيت النفس اللّوامة لأنّها تلوم صاحبها عند تقصيره في عبادة
مولاها، قال اللّه تعالى: وَ لا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ
اللَّوَّامَةِ[2] و إن تركت الاعتراض و أذعنت و أطاعت لمقتضى الشهوات و
دواعي الشيطان سمّيت النّفس الأمّارة بالسوء، قال اللّه تعالى إخبارا عن يوسف عليه
السّلام: وَ ما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ
بِالسُّوءِ[3] و قد يجوز أن يقال: المراد بالأمّارة بالسّوء هي النّفس
بالمعنى الأوّل، فإذن النّفس بالمعنى الأوّل مذمومة غاية الذّمّ، و بالمعنى الثاني
محمودة لأنّها نفس الإنسان أي ذاته و حقيقته العالمة باللّه تعالى و بسائر
المعلومات.
اللّفظ الرّابع العقل
و هو أيضا مشترك لمعان مختلفة ذكرناها في
كتاب العلم و المتعلّق بغرضنا من جملتها معنيان: أحدهما أنّه قد صار يطلق و يراد
به العلم بحقائق الأمور فيكون عبارة عن صفة العلم الّذي محلّه القلب، و الثاني
أنّه قد يطلق و يراد به المدرك للعلوم فيكون هو القلب أعني تلك اللّطيفة، و نحن
نعلم أنّ كلّ عالم فله في نفسه وجود هو أصل قائم بنفسه، و العلم صفة حالة فيه، و
الصّفة غير الموصوف، و العقل قد يطلق و يراد به صفة العالم، و قد يطلق و يراد به
محلّ الإدراك، أعني المدرك و هو المراد بقوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «أوّل
ما خلق اللّه العقل[4]» فإنّ العلم عرض لا يتصوّر أن يكون أوّل
مخلوق بل لا بدّ أن يكون المحلّ مخلوقا قبله أو معه و لأنّه لا يمكن الخطاب معه. و
في الخبر أنّه «قال له: أقبل فأقبل، و قال له: أدبر