نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 5 صفحه : 361
فيكم خير فقد أسمعتكم، و إن تطلبوا ما عند
اللّه تجدوه يسيرا، و باللّه استعين على نفسي و عليكم.
و قال عيسى عليه السّلام: «يا معشر
الحواريّين ارضوا بدنيّ الدّنيا مع سلامة الدّين كما رضي أهل الدّنيا بدنيّ الدّين
مع سلامة الدّنيا. و في معناه قيل:
أرى رجالا
بأدنى الدّين قد قنعوا
و لا أراهم
رضوا في العيش بالدّون
فاستغن بالدّين عن دنيا الملوك كما استغنى
الملوك بدنيا هم عن الدّين و قال عيسى عليه السّلام: «يا طالب الدّنيا لتبرّ [بها]
تركك للدنيا أبرّ».
و قال نبيّنا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
«لتأتينّكم بعدي دنيا تأكل إيمانكم كما تأكل النّار الحطب»[1].
و أوحي اللّه تعالى إلى موسى عليه السّلام:
«يا موسى لا تركننّ إلى حبّ الدّنيا فلن تأتيني بكبيرة هي أشدّ عليك منها».
و مرّ موسى برجل و هو يبكي و رجع و هو يبكي
فقال موسى: يا ربّ عبدك يبكي من مخافتك فقال: «يا ابن عمران لو سال دماغه مع دموع
عينيه و رفع يديه حتّى تسقطا لم أغفر له و هو يحبّ الدنيا».
و قال عليّ عليه السّلام: «من جمع ستّ خصال
لم يدع للجنّة مطلبا و لا عن النار مهربا أوّلها من عرف اللّه فأطاعه، و عرف
الشيطان فعصاه، و عرف الحقّ فأتبعه، و عرف الباطل فاتّقاه، و عرف الدّنيا فرفضها،
و عرف الآخرة فطلبها».
و قال رجل لعليّ عليه السّلام: يا أمير
المؤمنين صف لنا الدّنيا، فقال: «و ما أصف لك من دار من صحّ فيها ما آمن، و من سقم
فيها ندم، و من افتقر فيها حزن، و من استغنى فيها فتن، في حلالها الحساب، و في
حرامها العذاب».
و قيل له عليه السّلام ذلك مرّة فقال:
«أطوّل أو أقصّر؟ فقال: قصّر، فقال: حلالها حساب و حرامها عذاب»[2].