نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 5 صفحه : 288
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم
أمسكوا»[1].
و في الحديث نهي رسول اللّه صلّى اللّه عليه
و آله و سلّم: «عن القيل و القال و كثرة السؤال و إضاعة المال»[2].
و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «يوشك
الناس يتساءلون بينهم حتّى يقولوا هذا خلق اللّه فمن خلق اللّه؟ فإذا قالوا ذلك
فقولوا: قل هو اللّه أحد حتّى تختموا السورة ثمّ ليتفل أحدكم عن يساره ثلاثا و
ليستعذ باللّه من الشيطان الرجيم»[3].
و قال جابر: «ما نزلت آية التلاعن إلا لكثرة
السؤال»[4].
و في قصّة موسى و الخضر صلّى اللّه عليهما
تنبيه على المنع من السؤال قبل أوان استحقاقه إذ قال: «فَإِنِ
اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ
ذِكْراً» فلمّا سأل عن السفينة أنكر عليه حتّى اعتذر و قال: «لا
تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ وَ لا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً»[5] فلمّا لم
يصبر حتّى سأل ثلاثا قال: «هذا فِراقُ بَيْنِي وَ بَيْنِكَ» و فارقه.
فسؤال العوام عن غوامض الدّين من أعظم الآفات و هي من المثيرات للفتن فيجب ذبّهم و
منعهم. و خوضهم في حروف القرآن و نظائر ذلك من العلوم و نظرهم في ذلك يضاهي اشتغال
من كتب إليه الملك بكتاب يرسم له فيه أمورا فلم يشتغل بشيء منه و ضيّع زمانه في
أنّ قرطاس الكتاب عتيق أو حديث فاستحقّ به العقوبة لا محالة فكذا تضييع العاميّ
حدود القرآن و اشتغاله بحروفه أنّه قديمة أو محدثة و كذا سائر صفات اللّه.
(1) هذا آخر الكلام في كتاب آفات اللّسان من
ربع المهلكات من المحجّة البيضاء في تهذيب الإحياء.
و يتلوه إن شاء اللّه تعالى كتاب آفة الغضب و
الحقد و الحسد و الحمد للَّه أوّلا و آخرا و ظاهرا و باطنا و الصلاة على محمّد و
أهل بيته و سلّم.
[1] أخرجه البخاري مختصرا ج 1 ص 34 و مفصلا
ج 9 ص 117 من حديث أبي موسى و ج 9 ص 118 من حديث أنس.
[2] متفق عليه من حديث المغيرة بن شعبة و
قد تقدم راجع صحيح البخاري ج 9 ص 128.