responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 5  صفحه : 259

معيّن، إمّا حيّ أو ميّت، و من الغيبة أن تقول: بعض من مرّ بنا اليوم أو بعض من رأيناه، إذا كان المخاطب يفهم منه شخصا معيّنا لأنّ المحذور تفهيمه دون ما به التفهيم، فأمّا إذا لم يفهم عينه جاز، كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إذا كره من إنسان شيئا قال: «ما بال أقوام يفعلون كذا و كذا» [1] و كان لا يعيّن.

فقولك: بعض من قدم من السفر و بعض من يدّعي العلم إذا كان معه قرينة تفهم عين الشخص فهو غيبة، و أخبث أنواع الغيبة غيبة القرّاء المرائين فإنّهم يفهمون المقصود على صنيعة أهل الصلاح ليظهروا من أنفسهم التعفّف عن الغيبة و يفهمون المقصود و لا يدرون بجهلهم أنّهم جمعوا بين فاحشتين الرّياء و الغيبة، و ذلك مثل أن يذكر عنده إنسان فيقول: الحمد اللّه الّذي لم يبتلنا بالدّخول على السلطان و التبذّل في طلب الحطام، أو يقول: نعوذ باللّه من قلّة الحياء نسأل اللّه أن يعصمنا منها و إنّما قصده أن يفهم عيب الغير فيذكره بصيغة الدّعاء، و كذلك قد يقدّم مدح من يريد غيبته فيقول: ما أحسن أحوال فلان ما كان يقصر في العبادات و لكن قد اعتراه فتور و ابتلي بما يبتلى به كلّنا و هو قلّة الصبر، فيذكر نفسه و مقصوده أنّ يذمّ غيره و يمدح نفسه بالتشبّه بالصالحين في ذمّ أنفسهم فيكون مغتابا و مرائيا و مزكّيا نفسه و يجمع بين ثلاث فواحش و هو يظنّ بجهله أنّه من الصالحين المتعفّفين عن الغيبة و كذلك يلعب الشيطان بأهل الجهل إذا اشتغلوا بالعبادات من غير علم فإنّه يتعبهم و يحبط بمكايده عملهم و يضحك عليهم و يسخر منهم، و من ذلك يذكر عيب إنسان فلا يتنبّه له بعض الحاضرين فيقول سبحان اللّه ما أعجب هذا حتّى يصغى إلى المغتاب و يعلم ما يقوله فيذكر اللّه و يستعمل اسمه آلة في تحقيق خبثه و هو يمنّ على اللّه بذكره جهلا منه و غرورا و كذلك يقول لقد ساءني ما جرى على صديقنا فلان من الاستخفاف فنسأل اللّه أن يروّح سرّه و يكون كاذبا في دعوي الاغتمام و في إظهار الدّعاء له، بل لو قصد الدّعاء لأخفاه في خلوة عقيب صلاته و لو كان يغتمّ به لاغتمّ أيضا بإظهار ما يكرهه، و كذلك يقول: ذلك المسكين قد بلي بآفة عظيمة تاب اللّه علينا و عليه، فهو في‌


[1] أخرجه أبو داود ج 2 ص 550 من حديث عائشة.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 5  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست