responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 5  صفحه : 255

الرّجل المسلم من الاكلة في جوفه» [1].

قال: «و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الجلوس في المسجد انتظارا للصلاة عبادة ما لم يحدث، فقيل: يا رسول اللّه و ما الحدث؟ قال: الاغتياب» [2].

و روى ابن أبي عمير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: «من قال في مؤمن ما رأته عيناه و سمعته أذناه فهو من الّذين قال اللّه عزّ و جلّ: إنّ الّذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الّذين آمنوا لهم عذاب أليم» [3].

و عن المفضّل بن عمر قال: قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: «من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه و هدم مروّته ليسقط عن أعين الناس أخرجه اللّه من ولايته إلى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان» [4].

و عن الصادق عليه السّلام قال: «الغيبة حرام على كلّ مسلم، و إنّها لتأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب» [5].

(بيان معنى الغيبة و حدّها)

اعلم أنّ حدّ الغيبة أن تذكر أخاك بما يكرهه لو بلغه، سواء ذكرت نقصانا في بدنه أو في نسبه أو خلقه أو في فعله أو في قوله أو في دينه أو في دنياه و حتّى في ثوبه و في داره و دابّته، أمّا البدن فكذكرك العمش و الحول و القرع و القصر و الطول و السواد و الصفرة و جميع ما يتصوّر أن يوصف به ممّا يكرهه، و أمّا النسب فبأن تقول: إنّ أباه نبطيّ أو هنديّ أو فاسق أو خسيس أو إسكاف أو زبّال أو جزّار أو شي‌ء ممّا يكرهه كيف ما كان، و أمّا الخلق فبأن تقول: إنّه سيّئ الخلق بخيل متكبّر مرائي شديد الغضب جبان عاجز ضعيف القلب متهوّر، و ما يجري مجراه، و أمّا في أفعاله المتعلّقة بالدّين كقولك سارق أو كذّاب أو شارب خمر أو خائن أو ظالم أو متهاون بالصلاة و الزكاة، لا يحسن الركوع و السجود أو لا يحترز عن‌


[1] الكافي ج 2 ص 357.

[2] الكافي ج 2 ص 357.

[3] الكافي ج 2 ص 357.

[4] الكافي ج 2 ص 358.

[5] راجع مصباح الشريعة الباب التاسع و الأربعين.

المحجة البيضاء، جلد5، ص: 256

النجاسات أو ليس بارّا بوالديه أو لا يضع الزكاة مواضعها أو لا يحسن قسمتها أو لا يحرس صومه من الرفث و الغيبة و التعرّض لأعراض النّاس، و أمّا فعله المتعلّق بالدّنيا كقولك: إنّه قليل الأدب متهاون بالناس و لا يرى لأحد على نفسه حقّا و يرى لنفسه حقّا، أو إنّه كثير الكلام كثير الأكل، أو إنّه نئوم ينام في غير وقته و يجلس في غير موضعه، و أمّا في ثوبه بأنّه واسع الكمّ طويل الذّيل وسخ الثياب كبير العمامة.

و قد قال قوم لا غيبة في الدّين لأنّه ذمّ ما ذمّه اللّه فذكره بالمعاصي و ذمّه يجوز بدليل ما روي أنّه ذكرت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم امرأة و كثرة صومها و صلاتها و لكنّها تؤذي جيرانها بلسانها؟ فقال: هي في النار» [1]. و ذكرت امرأة أخرى بأنّها بخيلة فقال:

«فما خيرها إذا» [2].

و هذا فاسد لأنّهم كانوا يذكرون ذلك لحاجتهم إلى تعرّف الأحكام بالسؤال و لم يكن غرضهم التنقيص و لا يحتاج إليه في غير مجلس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الدّليل عليه إجماع الامّة على أنّ من ذكر غيره بما يكرهه فهو مغتاب لأنّه داخل فيما ذكره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حدّ الغيبة فكلّ هذا و إن كنت صادقا فيه فأنت به مغتاب عاص لربّك و آكل لحم أخيك بدليل ما روي أن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: «هل تدرون ما الغيبة؟

قالوا: اللّه و رسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أ رأيت إن كان في أخي ما أقوله، قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، فإن لم يكن فيه فقد بهتّه» [3].

و قال معاذ بن جبل: ذكر رجل عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقالوا: ما أعجزه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «اغتبتم صاحبكم، قالوا: يا رسول اللّه قلنا ما فيه، قال: إن قلتم ما ليس فيه فقد بهتّموه» [4].

و عن حذيفة عن عائشة أنّها ذكرت امرأة فقالت: إنّها قصيرة فقال النبيّ‌


[1] أخرجه ابن حبان و الحاكم و صححه من حديث أبي هريرة. (المغني).

[2] أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق من حديث أبي جعفر محمد بن على عليه السّلام مرسلا.

[3] أخرجه مسلم ج 8 ص 21 و أبو داود ج 2 ص 567 من حديث أبي هريرة.

[4] أخرجه الطبراني في الكبير بسند فيه على بن عاصم و هو ضعيف كما في مجمع الزوائد ج 8 ص 94.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 5  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست