responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 5  صفحه : 237

و هذا إنّما يحرم في حقّ من يتأذّى فأمّا من جعل نفسه مسخرة و يظلّ فرحا من أن يسخر به كان السخريّة به من جملة المزاح و قد سبق ما يذم منه و ما يمدح، و إنّما المحرّم منه استصغار يتأذّى به المستهزئ به لما فيه من التحقير و التهاون و ذلك تارة يجري بأن يضحك على كلامه إذا تخبّط و لم ينتظم أو على أفعاله إذا كانت مشوّشة كالضحك على خطّه و على صنعته أو على صورته و خلقته إذا كان قصيرا أو ناقصا لعيب من العيوب، فالضحك من جملة ذلك داخل في السخرية المنهيّ عنها المذموم أمثالها.

(الآفة الثانية عشر إفشاء السر)

و هو منهيّ عنه لما فيه من الإيذاء و التهاون بحقّ المعارف و الأصدقاء قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «إذا حدّث الرجل الحديث ثمّ التفت فهي أمانة» [1] و قال مطلقا: «الحديث بينكم أمانة» [2] و قال الحسن: إنّ من الخيانة أن تحدّث بسرّ أخيك. و قد ذكرنا ما يتعلّق بكتمان السرّ في كتاب آداب الصّحبة فلا نعيده.

(الآفة الثالثة عشر الوعد الكاذب)

فإنّ اللّسان سباق إلى الوعد ثمّ إنّ النفس ربّما لا تسمح بالوفاء فيصير الوعد خلفا و ذلك من أمارات النفاق و قد قال اللّه تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ [3] و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «العدة دين» [4] و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «العدة عطيّة» [5] و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «الوأي مثل الدّين أو أفضل» [6] و الوأي الوعد و قد أثنى اللّه تعالى على نبيّه إسماعيل صلوات اللّه عليه فقال: «إنّه كان صادق الوعد و كان رسولا نبيّا» فيقال إنّه واعد إنسانا في موضع فلم يرجع إليه فبقي اثنين و عشرين يوما في انتظاره.


[1] أخرجه أبو داود ج 2 ص 566.

[2] أخرجه ابن أبي الدنيا من حديث ابن شهاب مرسلا كما في المغني.

[3] المائدة: 1.

[4] أخرجه ابن عساكر من حديث على عليه السّلام في حديث. و قد تقدم.

[5] أخرجه أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود بسند ضعيف كما في الجامع الصغير.

[6] أخرجه الديلمي في مسند الفردوس كما في كنوز الحقائق للمناوى.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 5  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست