و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «سوداء
ولود خير من حسناء لا تلد»[1]و هذا يدلّ على أنّ طلب الولد أدخل في اقتضاء فضل
النكاح من طلب دفع غائلة الشهوة لأنّ الحسناء أصلح للتحصين و غضّ البصر و قطع
الشهوة.
الوجه الثالث أن يبقى بعده ولد صالح يدعو
له
كما ورد في الخبر «أنّ جميع عمل ابن آدم
ينقطع إلّا من ثلاث»[2] و في الخبر «أنّ الأدعية تعرض على الموتى
على أطباق من نور»[3] و قول القائل: الولد ربما لم يكن صالحا لا يؤثّر فإنّه
مؤمن و الصلاح هو الغالب على أولاد ذوي الدّين لا سيّما إذا عزم على تربيته و حمله
على الصلاح و في الجملة دعاء المؤمن لأبويه يتقبّل برّا كان أو فاجرا فهو مثاب على
دعواته و حسناته فإنّه من كسبه و غير مؤاخذ بسيّئاته فإنّه لا تَزِرُ
وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى و لذلك قال اللّه تعالى: «أَلْحَقْنا
بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ ما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ»[4] أي ما
نقصنا من أعمالهم و جعلنا أولادهم مزيدا في إحسانهم.
الوجه الرابع أن يموت الولد صغيرا قبله
فيكون له شفيعا
فقد ورد في الخبر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه
و آله و سلّم أنّه قال: «إنّ الطفل يجرّ بأبويه إلى الجنّة»[5] و في بعض
الأخبار «يأخذ بثوبه كما أنّه الآن آخذ بثوبك»[6].
[1] أخرجه الطبراني عن معاوية بن حيدة بسند
ضعيف كما في الجامع الصغير و قوله:
«سوداء» لعل الاصوب «سوءاء» بقرينة «حسناء»
و يؤيده ما في الكافي ج 5 ص 335 في ثلاث أحاديث.
[1] أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ج 7 ص
82 في حديث.