و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «حقّ
كبير الإخوة على صغيرهم كحقّ الوالد على ولده»[2].
و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «إذا
استصعب على أحدكم دابّته أو ساء خلق زوجته أو واحد من أهل بيته فليؤذّن في أذنيه»[3].
(1) أقول:
و من طريق الخاصّة
ما رواه في الكافي بسند صحيح عن أبي ولّاد
الحنّاط قال: «سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه تعالى: «وَ
بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً»[4] ما هذا الإحسان؟ فقال: الإحسان أن
تحسن صحبتهما، و أن لا تكلّفهما أن يسألاك شيئا ممّا يحتاجان إليه و إن كانا
مستغنيين، أ ليس يقول اللّه تعالى: «لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى
تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ»[5] قال: ثمّ قال أبو عبد اللّه عليه
السّلام: «إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ
كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما» قال: إن أضجراك فلا
تقل لهما افّ و لا تنهرهما إن ضرباك، قال: «وَ قُلْ لَهُما قَوْلًا
كَرِيماً»[6] قال: إن ضرباك فقل لهما: غفر اللّه لكما، فذلك منك قول
كريم، قال: «وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ»[7] قال: لا
تملأ عينيك من النظر إليهما إلّا برحمة و رقّة، و لا ترفع صوتك فوق أصواتهما، و لا
يدك فوق أيديهما، و لا تقدّم قدّامهما»[8].
و عنه عليه السّلام «أنّ رجلا أتى النبيّ صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم فقال: يا رسول اللّه أوصني فقال لا تشرك باللّه شيئا و إن
حرقت بالنار و عذّبت إلّا و قلبك مطمئنّ بالايمان، و والديك فأطمعها و برّهما
حيّين كانا أو ميّتين و إن أمراك أن تخرج من أهلك و مالك فافعل
[1] أخرجه أبو داود ج 2 ص 16 من حديث ابن
عمر. و ابن ماجه تحت رقم 2782.
[2] أخرجه البيهقي في الشعب من حديث سعيد
بن العاص بسند ضعيف كما في الجامع الصغير.
[3] أخرج نحوه أبو منصور الديلمي في مسند
الفردوس من حديث الحسين بن على عليهما السلام بسند ضعيف كما في المغني.