responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 3  صفحه : 323

و قال سعيد بن العاص: لجليسي عليّ ثلاث: إذا دنا رحّبت به، و إذا حدّث أصغيت إليه، و إذا جلس أوسعت له، و قد قال تعالى‌ «رُحَماءُ بَيْنَهُمْ» [1] إشارة إلى الشفقة و الإكرام و من تمام الشفقة أن لا ينفرد بطعام لذيذ أو بحضور في مسرّة دونه بل يتنغّص لفراقه و يستوحش بانفراده من أخيه.

الحق الثالث على اللّسان بالسكوت مرّة و النطق أخرى‌

أمّا السكوت فهو أن يسكت عن ذكر عيوبه في حضرته و غيبته بل يتجاهل عنه و يسكت عن الردّ عليه فيما يتكلّم به فلا يماريه و لا يناقشه و أن يسكت عن التجسّس و السؤال عن أحواله و إذا رآه في طريق أو حاجة و لم يفاتحه بذكر غرضه و مصدره و مورده فلا يسأله عنه، فربّما يثقل عليه ذكره أو يحتاج إلى أن يكذب فيه و أن يسكت عن أسراره الّتي ينهي إليه و لا ينهي إلى غيره البتّة و لا إلى أخصّ أصدقائه و لا يكشف شيئا منه و لو بعد القطيعة و الوحشة فإنّ ذلك من لوم الطبع و خبث الباطن و أن يسكت عن القدح في أحبّائه و أهله و ولده، و أن يسكت عن حكاية قدح غيره فيه فإنّ الّذي سبّك من بلّغك.

قيل: «كان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لا يواجه أحدا بشي‌ء يكرهه» [2] و التأذّي يحصل أوّلا من المبلّغ ثمّ من القائل، نعم لا ينبغي أن يخفي ما يسمع من الثناء عليه فإنّ السرور يحصل أوّلا من المبلّغ للمدح ثمّ من القائل فإخفاء ذلك من الحسد و بالجملة فليسكت عن كلّ كلام يكرهه جملة و تفصيلا إلّا إذا وجب عليه النطق في أمر بمعروف أو نهي عن منكر و لم يجد رخصة في السكوت فإذ ذاك لا يبالي بكراهته فإنّ ذلك إحسان إليه في التحقيق و إن كان يظنّ أنّه إساءة في الظاهر و أمّا ذكر مساويه و عيوبه و مساوي أهله فهو من الغيبة و ذلك حرام في حقّ كلّ مسلم و يزجرك عنه أمران.


[1] الفتح: 29.

[2] أخرجه أحمد و أبو داود و البخاري في الادب المفرد بسند صحيح كما في الجامع الصغير الشمائل.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 3  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست