responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 3  صفحه : 319

آداب النكاح، فكذا آداب عقد الاخوّة فلأخيك عليك حقّ في المال و في النفس و في اللّسان و في القلب بالعفو و الدّعاء و بالإخلاص و الوفاء، و بالتخفيف و ترك التكلّف و التكليف و ذلك يجمعه ثمانية حقوق:

الأوّل في المال‌

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «مثل الأخوين مثل اليدين يغسل إحداهما الأخرى» [1] و إنّما شبّههما باليدين لا باليد و الرّجل لأنّهما يتعاونان على غرض واحد فكذا الأخوان إنّما تتمّ اخوّتهما إذا ترافقا في مقصد واحد، فهما من وجه كالشخص الواحد و هذا يقتضي المساهمة في السرّاء و الضرّاء و المشاركة في الحال و المآل و ارتفاع الاختصاص و الاستيثار، و المواساة بالمال مع الإخوة على ثلاث مراتب:

أدناها أن تنزّله منزلة عبدك و خادمك فتقوم بحاجته من فضل مالك فإذا سنحت له حاجة و كانت عندك فضلة على حاجتك أعطيته ابتداء و لم تحوجه إلى السؤال فإن أحوجته إلى السؤال فهو غاية التقصير في الاخوّة.

الثانية أن تنزّله منزله نفسك و ترضى بمشاركته إيّاك في مالك و نزوله منزلتك حتّى تسمح بمشاطرته على المال فقد قيل: كان أحدهم يشقّ إزاره لأخيه بنصفين.

الثالثة و هي العليا أن تؤثره على نفسك و تقدّم حاجته على حاجتك، فهذه رتبة الصدّيقين و منتهى درجات المتحابّين، و من ثمار هذه الرتبة الإيثار بالنفس أيضا كما روي أنّه سعي بجماعة من الصوفية إلى بعض الخلفاء فأمر بضرب رقابهم و فيهم أبو الحسين النوريّ فبادر إلى السيّاف ليكون هو أوّل مقتول فقيل له في ذلك فقال: أحببت أن أوثر إخواني بالحياة في هذه اللّحظة فكان ذلك سبب نجاة جميعهم في حكاية طويلة، فإن لم تصادف نفسك في رتبة من هذه الرّتب مع أخيك فاعلم أنّ عقد الاخوّة لم ينعقد بعد في الباطن و إنّما الجاري بينكما مخالطة رسميّة لا وقع لها في العقل و الدّين، فقد قال ميمون بن مهران: من رضي من الإخوان بترك الإفضال فليواخ أهل القبور و أمّا الدّرجة الدّنيا فليست أيضا مرضيّة عند ذوي الدّين.

روي أنّ عتبة الغلام جاء إلى منزل رجل كان قد آخاه فقال: أحتاج من‌


[1] تقدم سابقا.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 3  صفحه : 319
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست