نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 3 صفحه : 196
في أوّل الوقت لا يوازيه الدّنيا بما فيها و
مهما لم يحضر الجماعة عصى عند بعض العلماء، و قد كان السلف يبتدرون عند الأذان و
يخلّون الأسواق للصبيان و أهل الذّمّة و كانوا يستأجرون بالقراريط لحفظ الحوانيت
في أوقات الصلاة، و كان ذلك معيشة لهم و قد جاء في تفسير قوله تعالى: «لا
تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ» أنّهم كانوا
حدّادين و خرّازين فكان أحدهم إذا رفع المطرقة أو غرز الإشفى فسمع الأذان لم يخرج
الإشفى من المغرز و لم يردّ المطرقة و رمى بها و قام إلى الصلاة».
(1) أقول: و من طريق الخاصّة في هذه الآية:
هم التجار الّذين لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ إذا دخل
مواقيت الصلاة أدّوا إلى اللّه حقّه فيها»[1].
قال:
«الرابع أن لا يقتصر على هذا بل يلازم ذكر
اللّه في السوق
و يشتغل بالتسبيح و التهليل فذكر اللّه في
السوق بين الغافلين أفضل، قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «ذاكر اللّه
بين الغافلين كالمقاتل بين الفارّين، و كالحيّ بين الأموات» و في لفظ آخر «كالشجرة
الخضراء بين الهشيم»[2].
و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «من
دخل السوق فقال: «لا إله إلّا اللّه، وحده لا شريك له، لَهُ الْمُلْكُ
وَ لَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَ يُمِيتُ و هو حيّ لا يموت، بيده الخير، وَ هُوَ
عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» كتب له ألفي ألف حسنة»[3].
(2) أقول: و من طريق الخاصّة ما رواه في
الكافي عن حنان، عن أبيه قال: قال لي أبو جعفر عليه السّلام: «يا أبا الفضل أ ما
لك مكان تقعد فيه تعامل الناس؟ قلت: بلى، قال: ما من رجل مؤمن يروح و يغدو إلى
مجلسه و سوقه فيقول حين يضع رجليه في السوق: «اللّهمّ إنّي أسألك من خيرها و خير
أهلها» إلّا وكّل اللّه عزّ و جلّ به من يحفظه و يحفظ عليه[1]حتّى يرجع إلى
منزله فيقول له: قد أجرتك من شرّها
[1] «عليه» على بمعنى اللام أي يحفظ له كما
في المرآة.