نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 3 صفحه : 142
حراما فمن اتّقى اللّه عزّ و جلّ و صبر أتاه
اللّه برزقه من حلّه و من هتك حجاب الستر و عجّل فأخذ من غير حلّه قصّ به من رزقه
الحلال و حوسب عليه يوم القيامة[1].
و في الصحيح عن عبد الرحمن بن الحجّاج عن
الصادق عليه السّلام قال: «إنّ محمّد ابن المنكدر كان يقول: ما كنت أرى أنّ عليّ
بن الحسين يدع خلفا أفضل منه حتّى رأيت ابنه محمّد بن عليّ فأردت أن أعظه فوعظني
فقال له أصحابه: بأيّ شيء وعظك قال:
خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارّة
فلقيني أبو جعفر محمّد بن عليّ و كان رجلا بادنا ثقيلا لقيني و هو متّكئ على
غلامين أسودين أو موليين فقلت في نفسي:
سبحان اللّه شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة
على هذه الحالة في طلب الدّنيا أما لأعظنّه فدنوت منه فسلّمت عليه فردّ عليّ بنهر [2]و هو يتصابّ عرقا فقلت: أصلحك اللّه أنت شيخ من مشايخ قريش في هذه الساعة على
هذه الحال في طلب الدّنيا أ رأيت لو جاءك أجلك و أنت على هذه الحال ما كنت تصنع؟
فقال: لو جاءني الموت و أنا على هذه الحال جاءني و أنا في طاعة من طاعة اللّه عزّ
و جلّ أكفّ بها نفسي و عيالي عنك و عن الناس و إنّما كنت أخاف أن لو جاءني الموت و
أنا على معصية من معاصي اللّه، فقلت: صدقت يرحمك اللّه أردت أن أعظك فوعظتني»[1].
و في الصحيح عن الفضيل بن يسار عن الصادق عليه
السّلام قال: «إذا كان الرجل
[1] المصدر ج 5 ص 80 و قال المؤلف في
الوافي: النفخ، و الروع- بالضم-: القلب و العقل: و المراد أنه ألقى في قلبي و أوقع
في بالى و قوله: «و أجملوا في الطلب» أي لا يكن كدكم فيه فاحشا، و عطفه على «اتقوا
اللّه» يحتمل معنيين أحدهما أن يكون المراد اتقوا اللّه في هذا الكد الفاحش و لا
تلقوا أنفسكم في الشبهات اى لا تفعلوه و الثاني انكم إذا اتقيتم اللّه لا تحتاجون
إلى هذا الكد و التعب، و يكون إشارة إلى قوله تعالى: «وَ مَنْ
يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا
يَحْتَسِبُ». و الهتك: التفريق و الخرق، و اضافة «الحجاب» الى «الستر» بيانية
ان كسرت السين و لامية ان فتحتها و في الكلام استعارة.
[2] نهرته نهرا- من باب نفع- فانتهر: زجرته
و في بعض نسخ المصدر [ببهر] بالباء الموحدة المضمومة و هو تتابع النفس يعترى
الإنسان عند السعي الشديد و العدو.