و سأل عبد الرحمن بن أبي
عبد اللّه عن الريح و الظلمة تكون في السماء و الكسوف، فقال الصادق عليه السّلام:
«صلاتهما سواء[2]» و في العلل الّتي ذكرها الفضل بن
شاذان عن الرضا عليه السّلام قال: «إنّما جعلت للكسوف صلاة لأنّه من آيات اللّه
تعالى لا يدرى الرحمة ظهرت أم العذاب، فأحبّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم
أن يفزع أمّته إلى خالقها و راحمها عند ذلك ليصرف عنهم شرّها و يقيهم مكروهها كما
صرف عن قوم يونس حين تضرّعوا إلى اللّه عزّ و جلّ»[3].
(الثالثة) (صلاة
الطواف)
و هي ركعتان بعده، واجبتان
مع وجوبه مستحبّتان مع استحبابه، و القول باستحبابهما مطلقا شاذّ، قال اللّه
تعالى: «وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى»[4] و يستحبّ أن يقرأ فيهما بالتوحيد و
الجحد كما ورد في الأخبار[5].
قال بعض علمائنا:[1]و
أمّا صلاة الطواف فاستحضر عندها جلالة البيت بجلالة ربّ البيت، و اعلم أنّك بمنزلة
الواقف في حضرة الملك المطلق و الحاكم المحقّق فإنّه و إن كان في جميع أحوالك
مطّلع على سريرتك محيط بباطنك و ظاهرك، لكن الحال في ذلك الموطن أقوى و المراقبة
فيه أتمّ و أولى، و الغفلة ثمّة أصعب و أدهى، و أين المقصّر في تعظيم الملك بين
يديه ولدي كرسيّه و بين النائي عنه و البعيد منه، و إن كان علمه شاملا للجميع و
محيطا بالكلّ فليزد ذلك في خشوعك و إقبالك، و ليحذر بسبب ذلك من إعراضك و إهمالك،
و من ثمّة كان الذنب في تلك البقاع الشريفة مضاعفا و الحسنة أيضا فيها مضاعفة، و
تفكّر فيمن سبق من الأنبياء المقرّبين و الأولياء الصالحين فترى آثارهم و قربهم و
ما أورثهم عملهم و حبّهم من السعادة المخلّدة و النعمة المؤبّدة المجدّدة.