و فيه عنه عليه السّلام
«إذا قرأ أحدكم السجدة من العزائم فليقل في سجوده «سجدت لك تعبّدا و رقّا، لا
مستكبرا عن عبادتك و لا مستنكفا و لا متعظّما بل أنا عبد ذليل خائف مستجير»[2].
قال أبو حامد: «و يدعو
في سجوده بما يليق بالآية الّتي قرأها مثل أن يقرأ قوله تعالى: «خَرُّوا سُجَّداً وَ سَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ هُمْ لا
يَسْتَكْبِرُونَ» فيقول: «اللّهمّ اجعلني من الساجدين لوجهك المسبّحين بحمدك و أعوذ
بك أن أكون من المستكبرين عن أمرك أو على أوليائك» و إذا قرأ قوله: «وَ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَ يَزِيدُهُمْ
خُشُوعاً» فليقل: «اللّهمّ اجعلني من الباكين الخاشعين لك» و كذلك في كلّ
سجدة.
الثامن أن يقول في مبدأ
قراءته: [الاستعاذة]
«أعوذ باللّه السميع
العليم من الشيطان الرّجيم ربّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ
هَمَزاتِ الشَّياطِينِ وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ» و ليقرأ «قل أعوذ بربّ الناس» و سورة الحمد و ليقل عند فراغه من
كلّ سورة: «صدق اللّه تعالى و بلّغ رسوله الكريم، اللّهمّ أنفعنا به و بارك لنا
فيه، الحمد للَّه ربّ العالمين، و أستغفر اللّه الحيّ القيّوم» و في أثناء القراءة
إذا مرّ بآية تسبيح و تكبير سبّح و كبّر، و إن مرّ بآية دعاء و استغفار دعا و
استغفر، و إنّ مرّ بمرجوّ سأل، و إن مرّ بمخوف استعاذ، يفعل ذلك بلسانه أو بقلبه
فيقول: سبحان اللّه، نعوذ باللّه، اللّهمّ ارزقنا، اللّهمّ ارحمنا، قال حذيفة:
صلّيت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فابتدأ سورة البقرة و كان لا
يمرّ بآية عذاب إلّا استعاذ و لا بآية رحمة إلّا سأل و لا بآية تنزيه إلّا سبّح
فإذا فرغ قال: ما كان يقوله صلوات اللّه عليه عند ختم القرآن «اللّهمّ ارحمني
بالقرآن و اجعله لي إماما و نورا و هدى و رحمة، اللّهمّ ذكّرني منه ما نسيت، و
علّمني منه ما جهلت، و ارزقني تلاوته آناء اللّيل و النهار، و اجعله حجّة لي يا
ربّ العالمين»[1].
[1] روى صدره أحمد و
أبو يعلى كما في مجمع الزوائد ج 2 ص 272 و قال العراقي:
رواه أبو منصور المظفر
بن الحسين الارجانى في فضائل القرآن و أبو بكر بن الضحاك في الشمائل كلاهما من
طريق أبي ذر الهروي من رواية داود بن قيس مفصلا.
[1] رواه البزنطي في
نوادره كما في مستطرفات السرائر و أيضا في التهذيب ج 1 ص 219.