responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 388

الّذي يسوقنا إلى جوارك و يفضي بنا إلى مرضاتك، و زده شرحا و تفصيلا و تأكيدا و استشهادا بالّذين أفاض عليهم نعمة الهداية من النبيّين و الصدّيقين و الشهداء و الصالحين، دون الّذين غضب عليهم من الكفّار و الزائغين من اليهود و النصارى و الصابئين، فإذا تلوت الفاتحة كذلك فيشبه أن تكون ممّن قال اللّه تعالى فيهم فيما أخبر عنه النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم «قسّمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين، نصفها لي و نصفها لعبدي، يقول العبد:

«الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» فيقول اللّه: حمدني عبدي و أثنى عليّ و هو معنى قوله: «سمع اللّه لمن حمده»- الحديث إلى آخره-»[1]فإن لم يكن لك من صلواتك حظّ سوى ذكر اللّه في جلاله و عظمته فناهيك به غنيمة فكيف بما ترجوه من ثوابه و فضله و كذلك ينبغي أن تفهم ما تقرأه من السورة كما سيأتي في كتاب تلاوة القرآن فلا تغفل عن أمره و نهيه و وعده و وعيده و مواعظه و أخبار أنبيائه و ذكر مننه و إحسانه فلكلّ واحد حقّ فالرّجاء حقّ الوعد، و الخوف حقّ الوعيد، و العزم حقّ الأمر و النهي، و الاتّعاظ حقّ الموعظة، و الشكر حقّ ذكر المنّة، و الاعتبار حقّ أخبار الأنبياء، و تكون هذه المعاني بحسب درجات الفهم و يكون الفهم بحسب وفور العلم و صفاء القلب، و درجات ذلك لا تنحصر و الصلاة مفتاح القلوب فبها ينكشف أسرار الكلمات فهذا حقّ القراءة و هو حقّ الأذكار و التسبيحات أيضا، ثمّ يراعي الهيئة في القراءة فيرتّل و لا يسرد و لا يعجّل فإنّ ذلك أيسر للتأمّل و يفرّق بين نغماته في آية الرّحمة و العذاب، و الوعد و الوعيد، و التحميد و التعظيم، و التقديس و التسبيح و التمجيد، كان بعضهم إذا مرّ بمثل قوله تعالى: «مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَ ما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ» يغضّ صوته كالمستحي‌


[1] أخرجه مسلم ج 2 ص 9 عن أبي هريرة في حديث قال: انى سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول: قال اللّه تعالى قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين و لعبدي ما سأل فإذا قال العبد الحمد للَّه رب العالمين قال اللّه تعالى: حمدنى عبدي، و إذا قال:

الرحمن الرحيم، قال اللّه تعالى: أثنى على عبدي، و إذا قال: مالك يوم الدين، قال مجدنى عبدي، و إذا قال: إياك نعبد و إياك نستعين، قال: هذا بيني و بين عبدي، و لعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين، قال: هذا لعبدي و لعبدي ما سأل. و أخرجه أيضا النسائي ج 2 ص 136.

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 388
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست