نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 198
ابن الحسن بن عليّ، ذاك
الّذي يفتح اللّه- تعالى ذكره- على يديه مشارق الأرض و مغاربها، ذاك الّذي يغيب عن
شيعته و أوليائه غيبة، لا يثبت فيها على القول بإمامته إلّا من امتحن اللّه قلبه
للإيمان، قال جابر: فقلت له: يا رسول اللّه فهل ينتفع الشيعة به في غيبته؟ فقال:
إي و الّذي بعثني بالنبوّة إنّهم يستضيئون بنوره و ينتفعون بولايته في غيبته
كانتفاع الناس بالشمس، و إن تجلّلها سحاب، يا جابر هذا من مكنون سرّ اللّه، و
مخزون علم اللّه، فاكتمه إلّا عن أهله، قال جابر بن يزيد: فدخل جابر بن عبد اللّه
على عليّ بن الحسين عليهما السّلام فبينما هو يحدّثه إذ خرج محمّد بن عليّ الباقر
عليهما السّلام من عند نسائه و على رأسه ذؤابة و هو غلام فلمّا بصر به جابر ارتعدت
فرائصه، و قامت كلّ شعرة على بدنه، و نظر إليه مليّا، ثمّ قال له: يا غلام أقبل
فأقبل، ثمّ قال له: أدبر فأدبر، فقال جابر: شمائل رسول اللّه و ربّ الكعبة، ثمّ
قام فدنا منه، و قال له: ما اسمك يا غلام؟ فقال: محمّد، قال: ابن من؟ قال: ابن
عليّ بن الحسين، قال: يا بنيّ فدتك نفسي فأنت إذن الباقر؟ قال: نعم، قال عليه
السّلام: فأبلغني ما حملك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال جابر:
يا مولاي إنّ رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بشّرني بالبقاء إلى أن ألقاك، و قال لي: إذا لقيته
فأقرئه منّي السّلام، فرسول اللّه يا مولاي يقرء عليك السّلام، فقال أبو جعفر عليه
السّلام: يا جابر على رسول اللّه السّلام ما قامت السماوات و الأرض، و عليك يا
جابر كما بلّغت السّلام، فكان جابر بعد ذلك يختلف إليه و يتعلّم منه فسأله محمّد
بن عليّ عليهما السّلام عن شيء، فقال له جابر: و اللّه ما دخلت في نهي رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقد أخبرني أنّكم الأئمّة الهداة من أهل بيته من
بعده، أحلم الناس صغارا و أعلم الناس كبارا، و قال: لا تعلّموهم فهم أعلم منكم،
فقال أبو جعفر عليه السّلام: صدق جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و
اللّه إنّي لأعلم منك بما سألتك عنه و لقد أوتيت الحكم صبيّا، كلّ ذلك بفضل اللّه
علينا و رحمته لنا أهل البيت».
و الأخبار في هذا المعنى
أكثر من أن تحصى و قد أوردنا نبذا منها في كتابنا المسمّى بعلم اليقين.
قيل: وجد بخطّ مولانا أبي
محمّد العسكريّ عليه السّلام ما صورته «قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوّة و
الولاية، و نوّرنا سبع طبقات أعلام الفتوى بالهداية، فنحن ليوث
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 198