نام کتاب : أنوار الملكوت في شرح الياقوت نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 105
النّبوّة يرتفع قبح
الزّنا دون قبح الظّلم. و لو كان الحسن للأمر لم يكن أفعال الصانع حسنة، و انتفاء
النهى مقابلة فى القبح انتفاء الأمر فوجب أن يكون أفعاله قبيحة.
اقول: أطلق المتكلّمون العدل على العلوم الّتي لها تعلّق بأحكام أفعاله
تعالى من حسن الحسن منها و وجوب الواجب و نفى القبيح عنها.
و الأصل الّذي يتفرّع عليه
مسائل العدل معرفة كونه تعالى حكيما لا يفعل القبيح و لا يخل بالواجب فإذا اثبتوه
بنوا عليه مسائل العدل من حسن التكليف و وجوب اللطف، و غيرهما من المسائل الآتية.
و لمّا كان هذا الاصل يتوقّف
على معرفة الحسن و القبح، و انّهما عقليّان ابتدأ المصنّف ره بالبحث عن ذلك.
و اعلم أنّ حقيقة الفعل
الاختيارىّ هو ما صدر عن مؤثّر على جهة الصحّة لا جهة الوجوب و ينقسم إلى حسن و
قبيح: فالحسن هو ما ليس لفعله مدخل فى استحقاق الذّمّ: و القبيح هو ما لفعله مدخل
فى استحقاق الذّمّ و احترزوا فى الحدّين بالمدخليّة عن الصغائر فإنّها و إن لم
يستحقّ بها الذّمّ إلّا أنّ لها مدخلا فيه.
إذا ظهر هذا فنقول:
الإماميّة و المعتزلة ذهبوا إلى أنّ من الأفعال ما يحسن لوجوه يقع عليها: أى يقترن
بحدوثها قرينة راجعة إلى النفى او الاثبات يوصف لاجل تلك القرينة بانّها رفع ضرر
مثلا فيقضى العقل بحسنها؛ و منها ما يقبح لوجوه يقع عليها أن يقترن بحدوثها قرينة
راجعة الى النفى او الإثبات يوصف لاجلها بانّها ظلم مثلا فيوصف بالقبح.
و قالت المجبرة إنّ الحسن
و القبح إنّما هو بالأمر و النّهى الشرعيّين، و العقل لا يقضى فى شيء من الأفعال
بحسن و لا قبح.
و اختلفت المعتزلة هنا
فقال بعضهم: أنّ العلم بحسن بعض الأفعال، و قبح
نام کتاب : أنوار الملكوت في شرح الياقوت نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 105