responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنية و الأمل نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 165

و الرابعة: دار الابتداء، التي خلق الخلق فيها، قبل أن يهبطوا إلى دار الدنيا، و هي الجنة الأولى.

و الخامسة: دار الابتلاء، و هي التى كلف الخلق فيها، بعد أن اجترحوا في الأولى.

و هذا التكوير و التكرير لا يزال في الدنيا، حتى يمتلئ المكيالان. مكيال الخير و مكيال الشر، فاذا امتلأ مكيال الخير، صار العمل كله طاعة، و المطيع خيرا خالصا، فينقل إلى الجنة، و لم يلبث طرفة عين، فإنّ مطل الغني ظلم، و في الحديث «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه» و إذا امتلأ مكيال الشر، صار العمل كله معصية، و العاصي شريرا محضا، فينقل إلى النار، و لم يلبث طرفة عين، و ذلك قوله تعالى‌ «فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ» [1].

البدعة الثالثة: حلمهما كل ما ورد في «الخبر». من رؤية الباري تعالى، مثل قوله عليه السلام «إنكم سترون ربكم يوم القيامة، كما ترون القمر ليلة البدر، لا تضامون في رؤيته» على رؤية العقل الأول، الذي هو أول مبدع، و هو العقل الفعال، الذي عنه تفيض الصور على الموجودات، و إياه عنى النبي عليه السلام بقوله «أول ما خلق اللّه تعالى (العقل) فقال له: (أقبل) فأقبل، ثم قال له: (أدبر) فأدبر، فقال: و عزتي و جلالي، ما خلقت خلقا أحسن منك! بك أعز، و بك أذل، و بك أعطي، و بك أمنع. فهو الذي يظهر يوم القيامة و ترتفع الحجب بينه و بين الصور التي فاضت منه، فيرونه كمثل القمر ليلة البدر، فأما واهب (العقل) فلا يرى البته، و لا يشبه إلا مبدع بمبدع.

و قال ابن خابط: إن كل نوع من أنواع الحيوانات (أمة) على حيالها، لقوله تعالى. (وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ) [2] و في كل أمة، رسول من نوعه، لقوله تعالى: «وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) [3]


[1] الأعراف [34]

[2] الأنعام [38]

[3] فاطر [24]

نام کتاب : المنية و الأمل نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست