responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنقذ من التقليد نویسنده : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    جلد : 2  صفحه : 35

الثواب و شوبه بالمضارّ، لأنّ المثاب إذا جوّز انقطاع ثوابه لحقه غمّ و حسرة.

و ذلك ينافي صفة المثابين. و كذا قالوا في العقاب: إنّه لو كان منقطعا لأدّى ذلك إلى أن يتخلّل العقاب مسارّ و راحات، لأنّ المعاقب إذا جوّز انقطاع عقابه لحقه بذلك سرور و راحة، و ذلك ينافي صفة المعاقبين.

فيقال لهم: أنتم تدّعون أنّ دوام الثواب و العقاب يعلم عقلا، و ما تمسّكتم به الآن مبنيّ على أنّ الثواب لا يجوز أن يكون مكدّرا مشوبا بالغموم و المضارّ، و العقاب لا يجوز أن يداخله‌ [1] سرور و راحة، و ذلك لا يعلم عقلا، و إنّما يعلم سمعا، لأنّ الثواب إنّما يقابل مشاقّ التكليف لعظمه و كثرته و مقارنة التعظيم و التبجيل له، و إن كان يتخلّل ذلك غيره. و العقاب أيضا يكفي في مقابلته، لإيثار المكلّف المعصية على ما فيه حظّه و نفعه أن يكون عظيما كثيرا مقرونا بالاستخفاف و الاهانة و إن داخله‌ [2] سرور و راحة ما، و لكنّا بالإجماع علمنا خلوصهما، و كلامنا في مقتضى العقل.

ثمّ يقال لهم: يصرف اللّه تعالى المثابين عن الفكر في انقطاع ثوابهم و يلهبهم عنه بما هم فيه من اللّذّات العظيمة حتّى لا يذكروا ذلك. فقد نرى كثيرا من أرباب الدنيا يشغلهم ما فيه من اللّذّات عن الفكر في انقطاعها بالموت أو بغيره مع كمال عقولهم، و كذا يصرف تبارك و تعالى المعاقبين عمّا فيهم من أليم العقاب و المضارّ و الكون بين طباق النيران عن الفكر في انقطاع عقابهم. فقد نرى أيضا كثيرا من أصحاب البلاء من المرضى و المحبوسين و المصادرين يشغلهم ما هم فيه من الآلام و الهموم عن الفكر في انقطاعها بالموت أو غيره، فلا ينكر مثل ذلك في أهل الثواب و العقاب.

ثمّ يقال لهم: أ ليس أهل الجنّة قد يعلمون كون أولادهم و آبائهم و أمّهاتهم‌


[1] م: يدخله.

[2] م: دخله.

نام کتاب : المنقذ من التقليد نویسنده : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    جلد : 2  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست