responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنقذ من التقليد نویسنده : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    جلد : 2  صفحه : 227

فكإظهار كلمة الكفر، لأنّه يحسن إظهارها عند الإكراه عليها، و لا يجب، إذ قد رغّب في الامساك عن إظهارها لما في ذلك من إعزاز الدين و تقويته.

فإن قيل: كيف يرغّب في ترك إظهار كلمة الكفر إعزازا للدين، مع ما فيه من المفسدة و وقوع القتل الذي هو ظلم عنده؟ و هل هذا إلّا ترغيب في المفسدة؟ فيجب أن يقبح منه ترك إظهارها، و أن يكون إظهارها واجبا لا رخصة.

قلنا: إذا علمنا بالإجماع أنّ الصبر على القتل أفضل من إظهار كلمة الكفر علمنا بذلك أنّه لا مفسدة في ترك الإظهار.

فإن قيل: كيف لا تكون مفسدة، و القتل القبيح واقع عنده، و لو لاه لم يقع؟.

قلنا: يمكن خروج ذلك من كونه مفسدة بأن يعلم اللّه تعالى أنّ القتل كان يقع على كلّ حال و إن أظهر كلمة الكفر، أو يعلم أنّ ما يظنّ من وقوع القتل إذا لم يظهر الكفر لا يقع و إن لم يظهره، فيخرج بأحد هذين الوجهين من أن تكون مفسدة.

و قد ألحق قوم بذلك إظهار كلمة الحقّ عند السلطان الجائر، و جعلوا ذلك أفضل، و إن حصل الخوف على النفس، كإظهار كلمة الكفر.

قال الشيخ السعيد أبو جعفر رفع اللّه درجته: و الظاهر من مذاهب الإمامية و قولهم في وجوب التقية ينافي ذلك، و لكنّه يمكن أن يقال: إنّهم إنما يوجبون التقية في الموضع الذي لا يكون في الصبر على الأذى إعزاز الدين، و قد حكى الشيخ عن السيّد رحمهما اللّه ما ذكرناه من أنّ المكره على إظهار كلمة الكفر قد رغّب في الامتناع من إظهارها، لما فيه من إعزاز الدين‌ [1].


[1] التمهيد: ص 307.

نام کتاب : المنقذ من التقليد نویسنده : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    جلد : 2  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست