أمثالها، فزال امتيازها و
انفصالها من أمثالها عند الانعدام و إن كانت أعيانا عندهم في العدم، و إذا بطل و
زال انفصال تلك الأجزاء و امتيازها عن أمثالها فمتى أعاد تعالى جملة بصفات زيد كان
إمّا مثل زيد لا عينه أو لا يؤمن من[1] كونه مثل زيد فيتحقّق[2] عليهم القول و يقال لهم: بما ذا يعلم أنّه زيد بعينه مع تجويز أن
يكون مثله؟.
فإن قالوا: إنّ أجزاءه
كانت ذوات في العدم، و اللّه تعالى كان يعلمها مفصّلة مميّزة عن أغيارها فأعاد تلك
الأجزاء بأعيانها، فيكون[3] المركّب منها هو زيد المطيع.
قلنا لهم: يستحيل أن يفصل
تعالى ما ليس بمنفصل عن غيره بفصل من الفصول، و قد ذكرنا أنّ العدم أزال انفصاله و
امتيازه عن غيره، فبطل ما تفرّع عليه من فصل العالم إيّاه عن غيره ما هذا إلا كما
لو قدر جوهران في جهة واحدة و يدّعى أنّ العالم يميّز أحدهما عن الآخر مع أنّه لا
انفصال فيهما بوجه.
فإن قيل: إنّ ذوات الجنس
الواحد في العدم كالسواء أو الجوهر عندنا متميّزة منفصلة بعضها من بعض، إلّا أنّه
تعالى هو الذي يعلم كلّ ذات بانفرادها.
قيل لهم: هذا مذهب لكم، و
المذهب لا يدفع به[4]
الإلزام الذي يلزم عليه، و يقال لهم: أ يمتاز البعض عن البعض في الجنس الواحد
باختصاص بصفة أو حكم أو أمر من الامور حتّى يتفرّع على ذلك فصل العالم و ميّزه
بينها؟[5].
فإن قالوا: نعم، قيل لهم:
بيّنوا ذلك، و إن قالوا: لا، قيل لهم: كيف