إنّما نذكر هاهنا الصفات
التي يجب اختصاص النبيّ بها من حيث هو نبيّ، و إلّا فالصفات التي يجب حصولها
لعامّة المكلّفين من القدرة و الآلة و كمال العقل و كونهم مزاحي العلّة بجميع وجوه
التمكين فممّا لا خلاف في وجوب حصولها له.
فمن الصفات التي يجب
اختصاصه بها و ثبوتها له دون سائر أمته الصفات التي يجب اختصاص الرؤساء و الحكّام
بها، من الذكاء و الفطنة و قوّة الرأي و جودته، مزيّته فيما كلّف ظاهرة على ما
كلّف لهؤلاء. فالصفات الحاصلة لهم يجب حصولها له بطريقة الأولى، سيّما إذا كان
تنفيذ الأحكام مفوّضا إليه، و لأنّه لا بدّ لها في التمكين من أداء الرسالة
فاعتبار تلك الصفات في الرسول أولى من هذا الوجه، و لأنّ نقصان درجته في هذه
الصفات يقتضي التنفير عنه.
و من الصفات التي يجب أن
يكون عليها و مختصا بها كونه معصوما من القبائح كلّها، صغيرها و كبيرها، قبل
النبوّة و بعدها على طريق العمد و على طريق الشهوة و على كلّ حال.
بخلاف ما قاله المعتزلة من
جواز الصغائر عليه إذا لم تكن مسخفة، كالتطفيف و سرقة شيء يسير و خيانة حقيرة في
المعاملة. قالوا: لأنّ ما لا يكون