responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنقذ من التقليد نویسنده : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    جلد : 1  صفحه : 321

فأمّا الإيلام لمجرّد حصول المصلحة فيه، فإن كانت المصلحة الحاصلة فيه لغير المؤلم فانّه لا يحسن بالاتفاق من حيث أنّه لا يحسن إيلام زيد لينتفع عمرو و لا ينتفع زيد أصلا. و إن كانت المصلحة الحاصلة فيه للمؤلم نفسه، كأن يعلم تعالى أنّ زيدا يعصي و يستحقّ العقاب، فإن أمرضه اختار الطاعة فلم يستحقّ العقاب و استحق الثواب. فعند الشيخين أبي عليّ و أبي هاشم أنّه لا يحسن إيلامه لمجرّد ذلك، بل يجب أن يعوّضه على الألم، لأنّ الألم الذي لا يكون مستحقّا لا بدّ من أن يكون في مقابلته نفع أو دفع ضرر، و الثواب المستحقّ على الطاعة التي الألم لطف فيها إنّما هو في مقابلة الطاعة. ألا ترى أنّه يستحقّ عليها و لو أطاع من دون ألم فيحصل الألم متجرّدا من نفع أو دفع ضرر و استحقاق ذلك قبيح.

و استدلّ من أجاز إيلام المكلّف لمصلحة من دون عوض: بأنّ الألم يحسن لنفع مقابله و يحسن لنفع يقابل لما يؤدّي إليه الألم. ألا ترى أنّه كما يحسن من الإنسان أن يتحمّل المشقّة في البيع و الشرى لربح يقابله، فكذلك يحسن أن يتعب نفسه بالسفر، لأنّه يؤدّي إلى بيع متاع في بلد يربح عليه و إن لم يكن الربح مقابلا لتعبه في السفر، لأنّه مقابل لبيع المتاع و إخراجه من ملكه.

فإذا قيل له: الثواب يكون مستحقّا بطريق التعظيم و التبجيل، و ذلك لا يستحقّ الّا بما يفعله المكلّف من الطاعة، فكيف يجعل في مقابلة الألم الذي فعل به، و ليس هو من فعله، و استحقاق التعظيم و المدح بطريق المجازاة إنّما يحصل بما يكون من جهة المستحق لذلك إقداما و إحجاما. فأمّا ما يستحقّه المؤلم بما فعل به من الألم، فانّه يجري مجرى أرش الجناية و قيمة المتلف في خلوّه من التعظيم و التبجيل. و على هذا فانّه لو أتى المكلّف بالطاعة من دون ذلك الألم الذي فرضناه لطفا له يستحقّ ذلك الثواب، فانكشف أنّ الثواب مستحقّ في مقابلة الملطوف فيه، فيبقى الألم خاليا مما يقابله من نفع أو دفع ضرر، فيكون ظلما.

نام کتاب : المنقذ من التقليد نویسنده : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    جلد : 1  صفحه : 321
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست