و هو صاحب المجسطي الذي
تكلم في هيئات الفلك، و أخرج علم الهندسة من القوة إلى الفعل.
فمن حكمه أنه قال: ما أحسن
الإنسان أن يصبر عما يشتهي، و أحسن منه أن لا يشتهي إلا ما ينبغي.
و قال: الحليم الذي إذا
صدق صبر، لا الذي إذا قذف كظم.
و قال: لمن يغني الناس و
يسأل أشبه بالملوك ممن يستغني بغيره و يسأل.
و قال: لأن يستغني الإنسان
عن الملك أكرم له من أن يستغني به.
و قال: موضع الحكمة من
قلوب الجهال، كموقع الذهب و الجوهر من ظهر الحمار.
و سمع جماعة من أصحابه و
هم حول سرادقة يقعون فيه و يثلبونه، فهز رمحا كان بين يديه ليعلموا أنهم بمسمع
منه، و أن يتباعدوا عنه قيد رمح، ثم يقولوا ما أحبوا.
[1] بطليموس: من مشاهير
علماء اليونان، ولد في بيلوسيوم و نشأ في الإسكندرية، و قد انتهى عليه علم حركات
النجوم و معرفة أسرار الفلك، و عنده اجتمع ما كان متفرقا من هذه الصناعة بأيدي
اليونانيين و الروم و غيرهم، و هو صاحب كتاب «المجسطي» الذي تناوله كثيرون بالشرح
و التبيين كالفضل بن أبي حاتم التبريزي، و محمد بن جابر التباني، و البيروني.
و بطليموس أول من عمل
الأسطرلاب و الآلات النجومية و المقاييس و الأرصاد. و من كتبه: كتاب المواليد، و
كتاب الحرب و القتال، و كتاب استخراج السهام و غيرها. و قد اشتهر أيضا بفن
الموسيقى و بالآليات و التاريخ و التنجيم. (الفهرست ابن النديم ص 374).