responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 2  صفحه : 317

و من العجب أن عند الصابئة أكثر الروحانيات قابلة منفعلة، و إنما الفاعل الكامل واحد، و عن هذا صار بعضهم إلى أن الملائكة إناث و قد أخبر التنزيل عنهم بذلك‌ وَ جَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً [2].

و إذا كان الفاعل الكامل المطلق واحدا، فما سواه قابل محتاج إلى مخرج يخرج ما فيه بالقوة إلى الفعل، فكذلك نقول في الموجودات السفلية: النفوس البشرية كلها قابلة للوصول إلى الكمال بالعلم و العمل، فتحتاج إلى مخرج يخرج ما فيها بالقوة إلى الفعل. و المخرج هو النبي و الرسول، و ما هو مخرج الشي‌ء من القوة إلى الفعل لا يجوز أن يكون أمرا بالقوة محتاجا، فإن ما لم يتحقق بالفعل وجودا، لا يخرج غيره من القوة إلى الفعل، فالبيض لا يخرج البيض من القوة إلى صورة الطير، بل الطير يخرج البيض.

و هذا الجواب يماثل الجواب الأول من وجه، و فيه فائدة أخرى من وجه آخر، و هي: أن عند الحنفاء المعقول لا يكون معقولا حتى يثبت له مثال في المحسوس و إلا كان متخيلا موهوما، و المحسوس لا يكون محسوسا حتى يثبت له مثال في المعقول و إلا كان سرابا معدوما، و إذا ثبتت هذه القاعدة، فمن أثبت عالما روحانيا، و أثبت فيه مدبرا كاملا من جنسه: وجوده بالفعل، و فعله إخراج الموجودات من القوة إلى الفعل بفيض الصور عليها على قدر الاستحقاق، فيلزمه ضرورة أن يثبت عالما جسمانيا، و يثبت فيه مدبرا كاملا من جنسه: وجوده بالفعل، و فعله إخراج الموجودات من القوة إلى الفعل بفيض الصور عليها على قدر الاستحقاق، و يسمى المدبر في ذلك العالم «الروح الأول» على مذهب الصابئة و المدبر في هذا العالم «الرسول» على مذهب الحنفاء، ثم يكون بين الرسول و الروح مناسبة و ملاقاة عقلية، فيكون الروح الأول مصدرا، و الرسول مظهرا، و يكون بين الرسول و سائر البشر مناسبة و ملاقاة حسية، فيكون الرسول مؤديا، و البشر قابلا.


- ما جاء في حديث أشراط الساعة: و أن تلد الأمة ربّها.

[2] سورة الزخرف: الآية 19 و تمامها قوله عز و جل: وَ جَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً أَ شَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَ يُسْئَلُونَ‌.

نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 2  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست