responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 88

و المصنفين لهم. و قد طالع كثيرا من كتب الفلاسفة، و خلط و روّج كثيرا من مقالاتهم بعباراته البليغة، و حسن براعته اللطيفة. و كان في أيام المعتصم و المتوكل، و انفرد عن أصحابه بمسائل:

منها قوله: إن المعارف كلها ضرورية طباع، و ليس شي‌ء من ذلك من أفعال العباد. و ليس للعبد كسب سوى الإرادة، و تحصل أفعاله منه طباعا [1] كما قال ثمامة، و نقل عنه أيضا أنه أنكر أصل الإرادة و كونها جنسا من الأعراض فقال: إذا انتفى السهو عن الفاعل، و كان عالما بما يفعله فهو المريد على التحقيق، و أما الإرادة المتعلقة بفعل الغير فهو ميل النفس إليه، و زاد على ذلك بإثبات الطبائع للأجسام كما قال الطبيعيون من الفلاسفة و أثبت لها أفعالا مخصوصة بها، و قال باستحالة عدم الجواهر؛ فالأعراض تتبدل، و الجواهر لا يجوز أن تفنى.

و منها قوله: في أهل النار إنهم لا يخلدون فيها عذابا، بل يصيرون إلى طبيعة النار. و كان يقول النار تجذب أهلها إلى نفسها من غير أن يدخل أحد فيها، و مذهبه مذهب الفلاسفة في نفي الصفات، و في إثبات القدر خيره و شره من العبد مذهب المعتزلة. و حكى الكعبي عنه أنه قال: يوصف الباري تعالى بأنه مريد بمعنى أنه لا يصح عليه السهو في أفعاله، و لا الجهل و لا يجوز أن يغلب و يقهر.

و قال إن الخلق كلهم من العقلاء عالمون بأن اللّه تعالى خالقهم، و عارفون بأنهم محتاجون إلى النبي، و هم محجوجون بمعرفتهم، ثم هم صنفان: عالم بالتوحيد، و جاهل به فالجاهل معذور، و العالم محجوج. و من انتحل دين الإسلام، فإن اعتقد أن اللّه تعالى ليس بجسم و لا صورة، و لا يرى بالأبصار، و هو عدل لا يجوز، و لا يريد المعاصي، و بعد الاعتقاد و اليقين أقر بذلك كله، فهو مسلم حقا،


[1] إذا كانت أفعاله طباعا لا كسبا لزم أن لا يكون له عليها ثواب و لا عقاب إذ لا يثاب و لا يعاقب على ما لا يكون كسبا له، كما لا يثاب و لا يعاقب على لونه و تركيب بدنه إذ لم يكن ذلك من كسبه، و هذا يخالف قوله تعالى: كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ‌.

نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست