responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 87

جميع عمره، و قد علم اللّه أنه يأتي بما يحبط أعماله و لو بكبيرة لم يكن مستحقا للوعد، و كذلك على العكس، و صاحبه عباد [1] من المعتزلة، و كان يمتنع من إطلاق القول بأن اللّه تعالى خلق الكافر، لأن الكافر كفر، و إنسان، و اللّه تعالى لا يخلق الكفر، و قال النبوة جزاء على عمل، و إنها باقية ما بقيت الدنيا.

و حكى الأشعري‌ [2] عن عباد أنه زعم أنه لا يقال إن اللّه تعالى لم يزل قائلا و لا غير قائل، و وافقه الإسكافي على ذلك، قال و لا يسمى متكلما.

و كان الفوطي يقول إن الأشياء قبل كونها معدومة؛ ليست أشياء، و هي بعد أن تعدم عن وجود تسمى أشياء. و لهذا المعنى كان يمنع القول بأن اللّه تعالى قد كان لم يزل عالما بالأشياء قبل كونها، فإنها لا تسمى أشياء. قال: و كان يجوز القتل و الغيلة على المخالفين لمذهبه، و أخذ أموالهم غصبا و سرقة لاعتقاده كفرهم، و استباحة دمائهم و أموالهم‌ [3].

10- الجاحظية [4]

أصحاب عمرو بن بحر أبي عثمان الجاحظ [5]، كان من فضلاء المعتزلة


[1] هو أحد رجال الطبقة السابعة من المعتزلة، بينه و بين عبد اللّه بن سعيد مناظرة و كان في أيام المأمون و قد زعم أن بين اللفظ و المعنى طبيعة مناسبة فردوا عليه ذلك و قد أخذ عن هشام الفوطي و كان الجبائي يصفه بالحذق و قد ملأ الأرض كتبا و خلافا و خرج عن حدّ الاعتزال إلى الكفر و الزندقة. يظن أنه توفي في حدود سنة 250 ه. (راجع لسان الميزان 3: 229 و التبصير ص 46).

[2] في «مقالات الإسلاميين» أن عبادا كان يقول: هو عالم قادر حي، و لا أثبت له علما، و لا قدرة و لا حياة، و لا أثبت له سمعا، و لا أثبت له بصرا. و أقول: هو عالم لا بعلم، و قادر لا بقدرة، حي لا بحياة و سميع لا بسمع. و كذلك سائر ما يسمّى به من الأسماء التي يسمى بها، لا لفعله و لا لفعل غيره.

و كان ينكر أن يقال إن للباري وجها و يدين و عينين و جنبا ... و كان إذا سئل عن القول عزيز، قال:

إثبات اسم اللّه، و لم يقل أكثر من هذا. و كذلك جوابه في عظيم، مالك، سيّد.

[3] كان أهل السنّة يقولون في الفوطي و أتباعه: إن دماءهم و أموالهم حلال للمسلمين و فيه الخمس، و ليس على قاتل الواحد منهم قود، و لا دية و لا كفّارة، بل لقاتله عند اللّه تعالى القربى و الزلفى. (راجع الفرق بين الفرق ص 164).

[4] انظر في شأن هذه الفرقة. (التبصير ص 49 و الفرق بين الفرق ص 175).

[5] توفي الجاحظ سنة 250 ه. و يقال سنة 255 ه. (راجع طبقات المعتزلة ص 67 و العبر 1: 456 و ابن خلكان الترجمة 479).

نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست