responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 256

لما فقدوا الباب، باب حطة [1]؛ و لم يمكنهم التسور على سنن اللصوص، تحيروا تائهين، و تاهوا متحرين، فاختلفوا على إحدى و سبعين فرقة.

و نحن نذكر منها أشهرها و أظهرها عندهم، و نترك الباقي هملا، و اللّه الموفق.

1- العنانية

نسبوا إلى رجل يقال له عنان‌ [2] بن داود، رأس الجالوت يخالفون سائر اليهود في السبت و الأعياد، و ينهون عن أكل الطير و الظباء و السمك و الجراد، و يذبحون الحيوان على القفا، و يصدقون عيسى عليه السلام في مواعظه و إشاراته. و يقولون إنه لم يخالف التوراة البتة، بل قررها، و دعا الناس إليها. و هو من بني إسرائيل المتعبدين بالتوراة و من المستجيبين لموسى عليه السلام، إلا أنهم لا يقولون بنبوته و رسالته.

و من هؤلاء من يقول: إن عيسى عليه السلام لم يدع أنه نبي مرسل، و ليس من بني إسرائيل، و ليس هو صاحب شريعة ناسخة لشريعة موسى عليه السلام، بل هو من أولياء اللّه المخلصين العارفين بأحكام التوراة. و ليس الإنجيل كتابا أنزل عليه وحيا من اللّه تعالى، بل هو جمع أحواله من مبدئه إلى كماله. و إنما جمعه أربعة من أصحابه الحواريين فكيف يكون كتابا منزلا؟.


[1] باب حطة: هو من أبواب بيت المقدس، و قيل من أبواب أريحا- قرية قرب بيت المقدس- و قال مجاهد: باب حطة هو الباب الثامن من بيت المقدس. و قيل هو باب القبة التي كان يصلي إليها موسى و بنو إسرائيل. و قد أشار إليه اللّه تعالى في قوله: وَ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَ قُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ‌. (راجع مجمع البيان 1: 118 و القرطبي 1: 350).

[2] في المقريزي 4: 369 و اعتقادات ص 82: «العانانية ينسبون إلى عانان رأس الجالوت الذي قدم من المشرق في أيام الخليفة أبي جعفر المنصور و معه نسخ المشتا الذي كتب من الخط الذي كتب من خط النبي موسى. و أنه رأى ما عليه اليهود من الربانيين و القرائين يخالف ما معه فتجرد لخلافهم و طعن عليهم في دينهم و ازدرى بهم و كان عظيما عندهم. يرون أنه من ولد داود عليه السلام و على طريقة فاضلة من النسك على مقتضى ملّتهم ... و في اعتقادات الرازي أنهم العنانية أتباع عنان بن داود و لا يذكرون عيسى بسوء بل يقولون إنه كان من أولياء اللّه تعالى و إن لم يكن نبيا و كان قد جاء لتقرير شرع موسى عليه السلام و الإنجيل ليس بكتاب له بل الإنجيل كتاب جمعه بعض تلاميذه».

نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست