و هم يقولون نحن
الإسماعيلية لأنا تميزنا عن فرق الشيعة بهذا الاسم، و هذا الشخص.
ثم إن الباطنيّة القديمة
قد خلطوا كلامهم ببعض كلام الفلاسفة، و صنفوا كتبهم على هذا المنهاج، فقالوا في
الباري تعالى: إنا لا نقول: هو موجود، و لا لا موجود، و لا عالم و لا جاهل، و لا
قادر و لا عاجز.
و كذلك في جميع الصفات،
فإن الإثبات الحقيقي يقتضي شركة بينه و بين سائر الموجودات في الجهة التي أطلقنا
عليه، و ذلك تشبيه، فلم يكن الحكم بالإثبات المطلق و النفي المطلق، بل هو إله
المتقابلين و خالق المتخاصمين، و الحاكم بين المتضادين. و نقلوا في هذا نصّا عن
محمد بن علي الباقر أنه قال: «لما وهب العلم للعالمين قيل هو عالم، و لما وهب
القدرة للقادرين قيل هو قادر، فهو عالم قادر بمعنى أنه وهب العلم و القدرة؛ لا
بمعنى أنه قام به العلم و القدرة، أو وصف بالعلم و القدرة».
فقيل فيهم إنهم نفاة
الصفات حقيقة، معطلة الذات عن جميع الصفات.
قالوا: و كذلك نقول في
القدم: إنه ليس بقديم و لا محدث، بل القديم: أمره، و كلمته، و المحدث: خلقه و
فطرته.
أبدع بالأمر العقل الأول
الذي هو تام بالفعل، ثم بتوسطه أبدع النفس التالي الذي هو غير تام. و نسبة النفس
إلى العقل إما نسبة النطفة إلى تمام الخلقة، و البيض إلى الطير و إما نسبة الولد
إلى الوالد، و النتيجة إلى المنتج، و إما نسبة الأنثى إلى الذكر، و الزوج إلى
الزوج. قالوا: و لما اشتاقت النفس إلى كمال العقل احتاجت إلى حركة من النقص إلى
الكمال، و احتاجت الحركة إلى آلة الحركة، فحدثت الأفلاك السماوية و تحركت حركة
دورية بتدبير النفس، و حدثت الطبائع البسيطة بعدها،