responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 230

و تحركت حركة استقامة بتدبير النفس أيضا، فتركبت المركبات من المعادن، و النبات، و الحيوان، و الإنسان، و اتصلت النفوس الجزئية بالأبدان، و كان نوع الإنسان متميزا عن سائر الموجودات بالاستعداد الخاص لفيض تلك الأنوار، و كان عالمه في مقابلة العالم كله.

و في العالم العلوي عقل، و نفس كلي، فوجب أن يكون في هذا المقام عقل مشخص هو كل. و حكمه حكم الشخص الكامل البالغ، و يسمونه الناطق، و هو النبي، و نفس مشخصة، و هو كل أيضا؛ و حكمه حكم الطفل الناقص المتوجه إلى الكمال، أو حكم النطفة المتوجهة إلى التمام، أو حكم الأنثى المزدوجة بالذكر، و يسمونه الأساس، و هو الوصي.

قالوا: و كما تحركت الأفلاك و الطبائع بتحريك النفس و العقل، كذلك تحركت النفوس و الأشخاص بالشرائع بتحريك النبي و الوصي في كل زمان دائرا على سبعة سبعة حتى ينتهي إلى الدور الأخير، و يدخل زمان القيامة، و ترتفع التكاليف، و تضمحل السنن و الشرائع.

و إنما هذه الحركات الفلكية و السنن الشرعية لتبلغ النفس إلى حال كمالها، و كمالها بلوغها إلى درجة العقل و اتحادها به، و وصولها إلى مرتبته فعلا؛ و ذلك هو القيامة الكبرى فتنحل تراكيب الأفلاك و العناصر و المركبات، و تنشق السماء و تتناثر الكواكب، و تبدل الأرض غير الأرض و تطوى السماء كطيّ السجل للكتاب المرقوم، و فيه يحاسب الخلق و يتميز الخير من الشر، و المطيع عن العاصي، و تتصل جزئيات الحق بالنفس الكلي و جزئيات الباطل بالشيطان المضل المبطل. فمن وقت الحركة إلى وقت السكون هو المبدأ و من وقت السكون إلى ما لا نهاية له هو الكمال.

ثم قالوا: ما من فريضة و سنّة و حكم من الأحكام الشرعية: من بيع و إجارة و هبة و نكاح و طلاق و جراح و قصاص و دية إلا و له وزان من العالم: عددا في مقابلة عدد، و حكما في مطابقة حكم، فإن الشرائع عوالم روحانية أمرية. و العوالم شرائع جسمانية

نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست