و قيل: كان نجدة بن عامر.
و نافع بن الأزرق قد اجتمعا بمكة مع الخوارج على ابن الزبير ثم تفرقا عنه. و اختلف
نافع و نجدة، فصار نافع إلى البصرة، و نجدة إلى اليمامة.
و كان سبب اختلافهما أن
نافعا قال: التقية[1] لا تحل، و القعود عن القتال كفر. و
احتج بقول اللّه تعالى: إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ
النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ[2] و بقوله تعالى: يُجاهِدُونَ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ وَ لا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ[3].
و خالفه نجدة و قال:
التقية جائزة، و احتج بقول اللّه تعالى: إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا
مِنْهُمْ تُقاةً[4] و بقوله تعالى:
وَ قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ[5] و قال: القعود جائز، و الجهاد إذا
أمكنه أفضل، قال اللّه تعالى: وَ فَضَّلَ اللَّهُ
الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً[6].
و قال نافع: هذا في أصحاب
النبي صلى اللّه عليه و سلّم حين كانوا مقهورين، و أما في غيرهم مع الإمكان
فالقعود كفر، لقول اللّه تعالى: وَ قَعَدَ الَّذِينَ
كَذَبُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ[7].
4- البيهسية
أصحاب أبي بيهس الهيصم[8] بن جابر، و هو أحد بني سعد بن ضبيعة،
و قد
[1]التقية: الإظهار
باللسان خلاف ما ينطوي عليه القلب للخوف على النفس.
[8] كان فقيها متكلما
من الأزارقة. اعتقله والي المدينة عثمان بن حيان المرّي فقتل و صلب بأمر من الوليد
الأموي. توفي سنة 94 ه/ 713 م. (راجع رغبة الآمل 7: 219).