نص لما خفي، و الدواعي
تتوفر على نقله و اتفقوا في سقيفة بني ساعدة على أبي بكر رضي اللّه عنه. ثم اتفقوا
بعد تعيين أبي بكر على عمر رضي اللّه عنه.
و اتفقوا بعد الشورى على
عثمان رضي اللّه عنه. و اتفقوا بعده على عليّ رضي اللّه عنه. و هم مترتبون في
الفضل ترتبهم في الإمامة.
و قال: لا نقول في عائشة و
طلحة و الزبير إلا أنهم رجعوا عن الخطأ. و طلحة و الزبير من العشرة المبشرين
بالجنة. و لا نقول في حق معاوية و عمرو بن العاص:
إلا أنهما بغيا على الإمام
الحق فقاتلهم علي مقاتلة أهل البغي. و أما أهل النهروان فهم الشراة[1] المارقون عن الدين بخبر[2] النبي صلى اللّه عليه و سلّم. و لقد
كان عليّ رضي اللّه عنه على الحق في جميع أحواله، يدور الحق معه حيث دار.
2- المشبّهة
اعلم أن السلف من أصحاب
الحديث لما رأوا توغل المعتزلة في علم الكلام و مخالفة السنّة التي عهدوها من
الأئمة الراشدين و نصرهم جماعة من أمراء بني أمية على قولهم بالقدر، و جماعة من
خلفاء بني العباس على قولهم بنفي الصفات و خلق القرآن، تحيروا في تقرير مذهب أهل
السنّة و الجماعة في متشابهات آيات الكتاب الحكيم، و أخبار النبي الأمين صلى اللّه
عليه و سلّم.
فأما أحمد[3] بن حنبل و داود[4] بن عليّ الأصفهاني و جماعة من أئمة السلف
[2] قال عليّ عليه
السلام: إذا حدثتكم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و آله فلئن أخر من السماء
أحبّ إليّ من أن أكذب على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و إذا حدثتكم فيما
بيننا عن نفسي فإن الحرب خدعة و إنما أنا رجل محارب، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه
و سلّم يقول: «يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام قولهم من خير
أقوال أهل البرية، صلاتهم أكثر من صلاتكم و قراءتهم أكثر من قراءتكم لا يجاوز
إيمانهم حناجرهم.
يمرقون من الدين كما
يمرق السهم من الرمية، فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة». (راجع شرح
ابن أبي الحديد 1: 202).
[3] هو إمام المذهب
الحنبلي و أحد الأئمة الأربعة، صاحب المسند توفي سنة 241 ه/ 855 م.
[4] هو أبو سليمان
الملقب بالظاهري: أحد الأئمة المجتهدين في الإسلام. تنسب إليه الطائفة الظاهرية-