responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 119

فجروا على منهاج السلف المتقدمين عليهم من أصحاب الحديث: مثل مالك‌ [1] بن أنس، و مقاتل‌ [2] بن سليمان. و سلكوا طريق السلامة فقالوا: نؤمن بما ورد به الكتاب و السنّة، و لا نتعرض للتأويل بعد أن نعلم قطعا أن اللّه عز و جل لا يشبه شيئا من المخلوقات، و أن كل ما تمثل في الوهم فإنه خالقه و مقدّره. و كانوا يحترزون عن التشبيه‌ [3] إلى غاية أن قالوا من حرك يده عند قراءة قوله تعالى: خَلَقْتُ بِيَدَيَ‌ [4] أو أشار بإصبعيه عند روايته «قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرّحمن» وجب قطع يده و قلع إصبعيه. و قالوا: إنما توقفنا في تفسير الآيات و تأويلها لأمرين:

أحدهما: المنع الوارد في التنزيل في قوله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَ ما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ‌ [5] فنحن نحترز عن الزيغ.


- و سميت بذلك لأخذها بظاهر الكتاب و السنّة و إعراضها عن التأويل و الرأي و القياس. و كان داود أول من جهر بهذا القول. قال ابن خلكان: قيل: كان يحضر مجلسه كل يوم أربع مائة صاحب طيلسان أخضر، و قال ثعلب: كان عقل داود أكبر من علمه. له تصانيف أورد ابن النديم أسماءها في زهاء صفحتين. توفي في بغداد سنة 270 ه/ 884 م. (راجع أنساب السمعاني 377 و فهرست ابن النديم 1: 216).

[1] هو أبو عبد اللّه. إمام دار الهجرة و أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنّة و إليه تنسب المالكية. توفي سنة 179 ه/ 795 م. (راجع الوفيات 1: 439 و الديباج المذهب ص 17- 30).

[2] هو أبو الحسن مقاتل بن سليمان الأزدي بالولاء الخراساني المروزي. أصله من بلخ. كان مشهورا بتفسير كتاب اللّه العزيز و له التفسير المشهور. أخذ الحديث عن مجاهد و عطاء و غيرهما من العلماء. قال الشافعي: الناس كلهم عيال على ثلاثة: على مقاتل بن سليمان في التفسير و على زهير بن أبي سلمى في الشعر، و على أبي حنيفة في الفقه. توفي بالبصرة سنة 150 ه. (راجع ابن خلكان).

[3] تعالى اللّه عن التشبيه، فالتشبيه يتنافى مع الألوهية، لأنه إذا كان له من خلقه شبيه وجب أن يجوز عليه من ذلك الوجه ما يجوز على شبيهه، و إذا جاز ذلك عليه لم يستحق اسم الإله كما لا يستحقه خلفه الذي شبه به فيتبيّن أن اسم الإله و التشبيه لا يجتمعان كما أن اسم الإله و نفي الإبداع عنه لا يأتلفان. (راجع الأسماء و الصفات ص 97).

[4] سورة ص: الآية 75.

[5] سورة آل عمران: الآية 7.

نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست