responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 52

خارجة عن ذاته، كان بالحقيقة هو المختار. و إنما لا يصح فينا الاختيار الحقيقى لأن فينا قوتين: قوة تطلب شيئا خلاف ما تجبر عليه، و قوة تحاول ضد ذلك. و الأول ليس فيه هذا لأن صدور الأشياء عن ذاته هو بحسب خيريته، و تلك الأشياء غير منافية لذاته فلا يكون هناك تنازع فى الإرادة.

يجب أن يكون فى الوجود وجود بالذات، و فى الاختيار اختيار بالذات و فى الإرادة إرادة بالذات، و فى القدرة قدرة بالذات حتى يصح أن تكون هذه الأشياء لا بالذات فى شى‌ء. و معناه أن يكون يجب أن يكون واجب الوجود وجودا بالذات و مختارا بالذات و قادرا بالذات و مريدا بالذات حتى تصح هذه الأشياء لا بالذات فى غيره.

[الامكان فى العقول‌]

العقول الفعالة لم يسبق وجودها إمكان، فليست هى مادية، فإمكان وجودها فى ذواتها.

[كمالات الإنسان‌]

كمالات الإنسان فى العلم و العمل محدودة، و هى غير معتد بها بالقياس إلى كمالات العقليات، و الناس فيها متفاوتون، و قلما يوجد منهم من يحيط بها مع نزارة مقدارها بل الجمهور فيهم نقص، و كل إنسان يعرف من نفسه نقصانه و يشهد عليها به و لذلك يدهش فلا يهتدى إلى سمت رشده، و لأجل هذا الدهش يذهب عن طلبها يأسا منها فيحيد عنها إلى أمور دنياوية، أو يعول فى علمه على أوهام مضلة.

قد نكره على فعل شى‌ء و يكون فيه صلاحنا فلا يكون فعلنا تبعا للوهم.

[بطلان نظرية المعتزلة فى اثبات الواجب و صفاته‌]

المعتزلة يظنون أنهم قد أثبتوا «أولا» ليس بجسم، و ليس الأمر على ذلك فإن براهينهم خيّلت لهم أنه ليس بجسم. ثم لما جاءوا إلى تفصيل أحواله شبهوا أحواله و أفعاله بأحوال الإنسان. و السبب فى ذلك أنهم لم يعرفوا خواصّ ما ليس بجسم فكانوا يثبتونها له بل ثبتوا له أحوالا تبعوا فيها الوهم بواسطة المحسوسات، ثم قاسوا إليه أحوال المحسوسات فلم يقدروا على أن يوفّوه حقه فى المجد و العلو، و حسبوا أنه إذا بري‌ء من الأفعال الإنسانية و القدرة الإنسانية و الإرادة الإنسانية و الاختيار الإنسانى كان نقصا له، و لم يعلموا أن هذه الأحوال التي لنا هى نقصانات، و لم يعرفوا أيضا الكمال الحقيقى.

فقصارى أمرهم أنهم نفوا عنه أحوال الجمادات، و أثبتوا له أحوال الإنسان. و الأحوال الجسمانية و الأفعال التي تصدر عن الجسمانى لا تخلو من نقصانات كثيرة بالقياس إلى الكمال المطلق. و هم قاسوا أحوال الأول بأحوال الإنسان لأنهم لم يعرفوا العقليات و ذات الأول، و أثبتوا له صفات هى فى الإنسان فضائل و كمالات كالعلم و الحكمة و السمع و البصر، و إنما أثبتوها له هربا من نقائضها. إلا أنهم لما رأوا الإنسان مع هذه الفضائل‌

نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست