responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 49

هى من اللوازم، لزم السؤال فيقال: لم وجدت، و بواسطة أىّ شى‌ء؟ فيقال إنما وجدت لأنها عقلت فيتسلسل الأمر.

هذه الصور المعقولة من لوازم ذاته. و إذا تبع وجودها عقليته لها كانت عقليته لها من لوازم ذاته أيضا، فتكون وجود العقلية من تعقله لها، فيكون تعقّل بعد تعقل إلى ما لا نهاية.

إن صدر وجودها عنه بعد عقليته لها فيلزم أن تكون موجودة عند عقليته لها. فإن المعقول يجب أن يكون موجودا، و إذا كانت موجودة يجب أن يتقدم وجودها أيضا عقليته لها فيتسلسل ذلك إلى غير نهاية فيجب إذن أن تكون نفس عقليتها لها نفس وجودها.

إن جعل بواسطة شى‌ء عقليته لها يلزم أن يكون الشى‌ء موجودا و تتقدمه عقليته له و يلزم أن يعود آخر الأمر إلى شى‌ء تكون نفس عقليته له نفس وجوده حتى لا يتسلسل.

الموجودات الصادرة عن الأول ليس انتظامها لأن المقصود فيها هو النظام، بل إنما لها النظام لأنها مراد الأول و هو نفس النظام.

الأول لا يتكثر لأجل تكثر صفاته، لأن كل واحد من صفاته إذا حقق تكون الصفة الأخرى بالقياس إليه، فتكون قدرته حياته و حياته قدرته و تكونان واحدة فهو حي من حيث هو قادر، و قادر من حيث هو حي، و كذلك سائر صفاته.

الأفعال الصادرة عن الأوائل لا تصدر عنها لأغراض لها كما تصدر عنّا أفعالنا لأغراضنا، بل تصدر عنها لوجودها، و لأن وجودها وجود تقتضى أن تكون عنها هذه الموجودات فهذه الموجودات موجودة عن وجودها، لأنه ذلك الوجود لا لشى‌ء آخر.

فرق بين أن تفيض عن الشى‌ء صورة معقولة، و بين أن تفيض عنه صورة من شأنها أن تعقل: فإن معنى الأول أنها صدرت و هى معقولة بالفعل فتكون عقليتها مع صدورها أو سبب صدورها، و معنى الثاني أنها صدرت و هى بالقوة معقولة و أنها تعقل بعد صورها.

[احكام الحد]

الحد إنما يكون للطبيعة الكلية بالذات، و أما للطبيعة الشخصية فإنه بالعرض: فإنه لو كان حدّ الإنسان حدا لزيد بالقصد الأول لم يكن إلا لزيد و كان يبطل مع بطلان زيد، و لم يكن يقع على غيره. و كذلك العلم الكلى يتناول الجزئيات بالعرض إلا أن تكون شخصية نوعه مجموعة فى شخصه، فإن الحدّ له وحده. فإن علمك بأنه كلما كانت الشمس فى مقابلة القمر و كانت الأرض بينهما و لم يكن للقمر عرض و اتفق ليل تعليقات ابن سينا-

نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست