responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 147

الموجود فى الذهن هو أن الجسم مثلا فى الأعيان جوهر، و وجوده فى الذهن غير وجوده فى الأعيان. فوجود هذا المعنى فى الذهن ليس بجوهر.

المعقول من ماهية الجوهر هو أثر منها لا نفس الماهية. فوجود هذا المعنى فى العقل هو غير وجود نفس الماهية، بل هما متباينان. و هذا الوجود هو عرض. و هو وجود ذلك الوجود الذي هو صورة الجوهر. فهو وجود وجود أى وجودان. وجود الجوهر ليس فى موضوع إذا كان فى الأعيان. و ليس ينتقل هذا المعنى بأن يكون لوجوده وجود فى الذهن مخالف له، فإن هذا المعنى هو حقيقة لا تتغير، و هو أنه إذا كان فى الأعيان لم يكن فى موضوع سواء كان فى الأعيان أو لم يكن. فوجوده فى الذهن هو وجود هذا المعنى منه لا نفس الجوهر.

[الشعور بالذات‌]

قد يكون الإنسان فى غفلة عن الشعور بذاته فينبه على ذلك، فلا يشعر بذاته مرتين. و أما الشعور بالشعور فقد يكون بكسب لا بالطبع.

إدراك أنه أدرك يكون بالعقل أو بالوهم. فإن سائر الحيوان تدرك أنها أدركت و ذلك بالوهم.

المتصور من الذوات يكون مرة واحدة، و العوارض التي تلحق بكل ذات لا تجعل تصور تلك الذات مرتين، بل مرة واحدة. و إنما اختلفت بأنك أخذتها مرة مع عارض، و أخرى مع عارض آخر، و هى متصورة مرة واحدة، و إذا تصورت نفسى لم أتصور غير نفسى، و لم أتصورها مرتين. و إذا تصورت نفس زيد مثلا أكون تصورت مع نفسى شيئا آخر.

كل ما أصفه و أقول إنى قد أدركته فيجب أن يسبقه إدراكى لذاتى. فإن قلت:

إنى عرفت ذاتى بهذا الشي‌ء يكون قد سبق جهلى بذاتى، فلم يصحّ قولى: إنى قد عرفت ذاتى. فإن ما قد عرفت به ذاتى هو ما أعبر عنه بقولى: عرفت. و إذا قلت: «عرفت ذاتى»- فيجب أن يكون قد سبق ذلك معرفتك بذاتك.

إذا شعرت بذاتك يجب أن يكون هناك هوية بين الشاعر و المشعور به كما إذا شعرت بزيد مثلا، و كنت قد عرفت صفاته و أحواله فتجمع بين الاسم و الأحوال فتقول هذا الاسم لمن له هذه الصفات و الأحوال، و هذا لا يمكن إدراكه بالحسّ البصرى، و مثال ذلك: العسل إذا رأيت لونه أدركت أنه هو ما طعمه كذا. فقد حصلت هناك هوية بين المدرك و بين الذي سبق معرفته و معرفة أحواله.

نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست