responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 129

من جهة أن الفاعل يفعل لأجلها هى غاية و من جهة أن الفاعل يصير بسببه بالفعل فاعلا بعد أن كان بالقوة فاعلا- خير لأن الخير هو الوجود، و الفعل و الشر هو ما بالقوة الذي هو مقترن للعدم.

الاعتراض الواقع فى الغاية هو أنهم قالوا: إن الغاية من الأعراض اللازمة لطبيعة الأجسام، و كان يجب أن يكون البحث عنها فى العلم الطبيعى لا فى العلم الكلى، و حيث يكون البحث عن أعراض الأجسام المتحركة و الساكنة أو المبحوث عنه فى العلوم هو الأعراض اللازمة لذلك العلم الموضوع. و العلوم الكلية و التعليميات ليس فيها حركة. و الغاية إنما هى للحركة، و نعنى بها ما يتحرك إليه الشى‌ء.- و الجواب أن النظر هاهنا فى الغاية ليس هو أنها غاية حركة كما ليس النظر هاهنا فى الفاعل على أنه مبدأ حركة، إذ ليس كل غاية غاية حركة، و لا كل فاعل مبدأ حركة. و لو كانت الغاية موجودة فى علم مخصص أيضا فليس النظر فيها نظرا مخصصا و إنما ننظر فيها أنها كيفية كان حكمها لو كانت عامة فيجب أن يكون النظر فيها فى العلم الكلى.

الكواكب تتخيل الأشياء فيصير تخيلها سببا لحدوث أشياء، كما أن حركاتها تكون سببا لحدوث أشياء. و قد يصير تخيلها سببا لإيقاع تخيلات فى نفوسنا فيبعثنا على فعل أشياء و قد يتخيل الأشياء فيصير سببا لأمور طبيعية، مثل أن يتخيل حرارة الهواء فيحدث فى الهواء حرارة و قد يتخيل فيحدث شيئا لا يتوسط حركة، أو مع توسط حركة. و الكواكب تتصور الحركة الجزئية و ما يتأدى (45 ا) إليها الحركة و تقتضيها تلك الحركة فيعقل ما يحدث عن تلك الحركة فلا يعقل ما يحدث عن غير تلك الحركة.

و لو كانت تصور غير تلك الحركة لوجب أن تحدث حركتان معا و مقتضاهما.

و هذا محال. و تلك الأجرام و النفوس لا تتخيل المحال، و لا تكون كاذبة البتة و السبب فى الاختلاف الواقع فى التخيل، و كذب بعضه و صدق بعضه، إنما يكون بسبب القابل و أنه مستعد لقبول فساد المزاج و فساد التركيب و غلبة الأخلاط بعضها على بعض و تشويش الفكر و خلوّه من القوة العقلية كما يكون حالنا فى المنام عند استيلاء القوة الخيالية. و ليس فى الفلك شى‌ء من هذا لأن هناك صفاء القابل و قلة العوائق فلا يتخيل إلا الواجبات دون المحالات. و أما الفاعل و هو العقل الفعال المفيض عليه التعقل، أى التخيل، فهو واحد فلا يكون من قبله خلاف فى التخييلات.

التأثيرات من نفوس الكواكب فى نفوسنا لا يكون بفعل و انفعال كما يكون بالحركات فإنّا نتصور شيئا فيكون لنا ذلك الشى‌ء دفعة كما تتصور لنا صحة أو غثى فيكون‌

نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست