responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 125

البارى يعقل نظام الخير فى الكل فيتبع ما يعقله من ذلك نظام الخير، و لأن ذاته خير تتبع ما تعقله من ذاته خيرية ذاته، و خيرية ذاته هذا المعنى، و ذاته لا تشرف بذلك بل ذلك يشرف بذاته، و ذاته عقل محض و خير محض. فسبب نظام الخير فى الموجودات خيرية ذاته، و ليس يتبعه اتباع الضوء للمضي‌ء لأن الضوء ليس هو معقول المضي‌ء.

المعقول العقلى هو البسيط، و النفسانى هو الذي فيه الانتقال من شي‌ء إلى شي‌ء، أى من المقدمات إلى النتيجة.

الإضافة العقلية إليها ليست إضافة كيف وجدت، أى إضافة البارى إلى هذه المعقولات إضافة مخصصة معقولة، لا إضافة المادة إلى الصورة أى القابل أو وجود الصورة فى المادة بل الإضافة إليها و هى معقولة لا من حيث هى موجودة لأنه يعقلها من ذاته لا من خارج.

و يعقل من ذاته أنه مبدأ لها. فإن كان يعقلها من حيث هى موجودة يكون إما أن لا يعقل ذاته و يكون يدرك الشي‌ء عند وجوده أو لا يكون مبدأ له. و هذا محال فإنه يعقل ذاته و إدراكه لها من حيث من شأنها أن يفيض عنها كل وجود. و هذا الإدراك للذات يوجب إدراك الأمر اللازم لذاته، و هو صدور المعقولات عنه.

إضافة البارى إلى هذه المعقولات إضافة فاعل لها قابل، لأن وجودها من علمه بها فهو (43 ب) يعقلها من ذاته ثم يتبع وجودها عقليته لها، و هى إضافة الفاعل للشي‌ء و لو كان يتبع عقليته لها وجودها كانت الإضافة إضافة قابل لأنها تحصل فيه من خارج.

إضافته إليها إضافة المبدأ لها، و هى أنها فائضة عنه لا أنها فيه، فيكون إضافة قابل كإضافة المادة إلى الصورة.

لا يستنكر أن تكون أشياء محصورة موضوعة لاعتبارات مختلفة و يعتبر فيها نسب غير متناهية، و هذه الصور كلها لا شك أنها محصورة للأول موجودة له فإنه يعقلها من ذاته و النسب التي بينها و إن كانت فى نفسها غير متناهية فإنه يعلمها متناهية. فإن الصور موجودة له و تكون النّسب التي بينها لا محالة موجودة. فهو يعلم جميع الأشياء و جميع نسبها و أحوالها: فالأشياء الغير المتناهية يعلمها متناهية.

عندهم أن الغير المتناهى لا يحيط به علم و أن الأوّل يخفى عليه بعض حركات أهل الجنة. و حلّ ذلك أنه يعلم الأشياء الغير متناهية، و ذلك أن الجواهر و الأعراض هى متناهية لكن النسب التي بينها غير متناهية أى بين الجواهر و الجواهر؛ و بين الجواهر و الأعراض، و بين الأعراض و الأعراض. و هذه المناسبات يمكن أن نعتبرها نحن غير متناهية.

فأما عنده فهى متناهية إذ قد يصح أن توجد الجواهر و الأعراض المتناهية فى الأعيان.

نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست