responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أول الاعتقاد نویسنده : الجویني، عبد الملك    جلد : 1  صفحه : 70

و مما وقع السؤال عنه ما يروى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال: «إذا كان يوم القيامة، و استقرّ أهل الجنان في النعيم، و أهل النار في الجحيم؛ و قالت النار: هل من مزيد؟، فيضع الجبار قدمه في النار، فتقول النار: قط قط» [1].

و هذا مما رواه محمد بن إسماعيل في كتاب التفسير من مسنده الصحيح.

و للتأويل أوسع مجال فيه، فيمكن أن يحمل الجبار على متجبر من العباد، و هو في معلوم اللّه من أعتى العتاة، و قد ألهمت النار ترقّبه، فهي لا تزال تستزيد حتى يستقرّ قدم ذلك الجبار فيها، فتقول النار عند ذلك: قط قط.

و قد ورد في مأثور الأخبار: أن أقدام الخلائق البرّ منهم و الفاجر تستقر على متن جهنم كأنها إهالة جامدة، فإذا وافت الأقدام عليها ازدردت النار أهلها، و لهي أعرف بهم من الوالدة بولدها.

و مصداق حمل الجبار على ما ذكرناه، ما روي عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال: «أهل النار كل متكبر جبار، جظّ، جعظريّ، جوّاظ» [2].

و يمكن حمل القدم على بعض الأمم المستوجبة للنار في علم اللّه تعالى، و تكون الإضافة في القدم بمعنى الملك.

و مما تتمسك به الحشوية، ما روي عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال: «إن اللّه خلق آدم على صورته»، و هذا الحديث غير مدوّن في الصحاح، و إن صح فقد نقل له سبب أغفله الحشوية، و هو ما روي أن رجلا كان يلطم عبدا له حسن الوجه، فنهاه صلى اللّه عليه و سلّم عن ذلك، و قال: «إن اللّه تعالى خلق آدم على صورته»، و الهاء راجعة على العبد المنهي عن ضربه. و يمكن صرف الهاء إلى آدم نفسه، و معنى الحديث على ذلك أن اللّه تعالى خلق آدم بشرا سويا من غير والد و والدة.

و الغرض من الحديث: أنه عليه الصلاة و السلام لم يدر في أطوار الخلق، بل أبدعه اللّه على صورته.

و من أحاط بما ذكرناه، لم يصعب عليه مدرك تأويل ما يسأل عنه، بعد التثبّت و عدم الابتدار إلى تأويل كل ما يسأل عنه من مناكير الأخبار.

فهذا، رحمكم اللّه، كاف بالغ في إثبات العلوم بالصفات الواجبة المنقسمة إلى النفسية و المعنوية، و قد اندرج في خلل الكلام في هذا القسم، إيضاح ما يستحيل على اللّه تعالى.


[1] رواه البخاري في كتاب تفسير سورة 50 باب 1. كتاب التوحيد باب 7، 25. مسلم في كتاب الجنة حديث 35، 37، 38. الترمذي في كتاب الجنة باب 20 أحمد في مسنده (2/ 369، 507).

[2] رواه البخاري في كتاب الأدب باب 6. مسلم في كتاب الجنة حديث 46، 47. الترمذي في كتاب جهنم باب 13. ابن ماجه في كتاب الزهد باب 4. أحمد في مسنده (3/ 145).

نام کتاب : الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أول الاعتقاد نویسنده : الجویني، عبد الملك    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست