نام کتاب : الأربعين في اصول الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 1 صفحه : 92
و توجع، و من كان عالما
برسمه انتفع به و شكره و رده بطيبة قلبه و انشراح صدره، فكذلك سنّة اللّه في
الدنيا، فإنها دار ضيافته على المجتازين لا على المقيمين ليتزودوا منها ما ينتفعون
به كما ينتفع بالعارية[1]،
ثم يتركونها لمن يلحق بعدهم بطيبة نفس من غير تعلق القلب بها لا كمن يتعلّق القلب
بها.
الأصل الثامن في الكبر:
قال اللّه سبحانه: كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ
جَبَّارٍ [غافر: 35]، و قال تعالى: فَبِئْسَ
مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ [الزمر، 72، غافر: 76]، و
قال صلى اللّه عليه و سلم: قال اللّه تعالى: «العظمة إزاري، و الكبرياء ردائي، فمن
نازعني فيهما قصمته». قال صلى اللّه عليه و سلم:
«لا يدخل الجنة من كان في
قلبه مثقال حبة من خردل من كبر». و قال- عليه السلام-:
«يحشر الجبارون و المتكبرون
يوم القيامة في صور الذرّ، يطؤهم الناس لهوانهم على اللّه عز و جل». و قال صلى
اللّه عليه و سلم لبلال: «إن في جهنم واديا يقال له: هبهب. حق على اللّه سبحانه أن
يسكنه كل جبار، فإياك يا بلال أن تكون ممن يسكنه». و قال- عليه السلام-: «اللهم
إني أعوذ بك من نفخة الكبر». و قال- عليه السلام-: «لا ينظر اللّه تعالى إلى من
جرّ ثوبه خيلاء». و قال- عليه السلام-: «من تعظم في نفسه و اختال في مشيته، لقي
اللّه و هو عليه غضبان». و قال- عليه السلام-: «من تعظم في نفسه و اختال في مشيته،
لقي اللّه و هو عليه غضبان». و قال- عليه السلام- في فضيلة التواضع: «ما زاد اللّه
عبدا بعفو إلا عزّا، و ما تواضع أحد للّه إلا رفعه اللّه». و قال- عليه السلام-:
«طوبى لمن تواضع في غير مسكنة». و أوحى اللّه تعالى إلى موسى- عليه السلام-: «إنما
أقبل صلاة من تواضع لعظمتي و لم يتعظم على خلقي، و ألزم قلبه خوفي، و قطع النهار
بذكري، و كفّ نفسه عن الشهوات من أجلي». و قال نبينا صلى اللّه عليه و سلم: «إذا
تواضع العبد للّه رفعه اللّه إلى السماء السابعة». و قال- عليه السلام-: «إن
التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة، فتواضعوا رحمكم اللّه» و قال- عليه السلام-: «إنه
ليعجبني أن يحمل الرجل الشيء في يده فيكون مهنة لأهله يدفع به الكبر عن نفسه».
[فصل فى حقيقة الكبر أن
يرى نفسه فوق غيره في صفات الكمال]
حقيقة الكبر أن يرى نفسه
فوق غيره في صفات الكمال، فيحصل فيه نفخة و هزة
[1] العارية: ما تملكه
بالإعارة و ما يسترد منك في أي وقت.
نام کتاب : الأربعين في اصول الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 1 صفحه : 92