responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأربعين في اصول الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 50

الناس منزلة عند اللّه يوم القيامة من يكرمه الناس اتقاء فحشه»؛ و قال صلى اللّه عليه و سلم: «ما وقى المرء به عرضه فهو له صدقة»؛ و قال صلى اللّه عليه و سلم: «خالطوا الناس بأعمالهم، و زايلوهم‌ [1] بالقلوب».

و منها: أن تحذر مجالسة الأغنياء، و تكثر مجالسة المساكين؛ قال صلى اللّه عليه و سلم: «إياكم و مجالسة الموتى»، قيل: و من هم؟ قال: «الأغنياء»؛ و قال صلى اللّه عليه و سلم: «اللهم أحيني مسكينا، و أمتني مسكينا، و احشرني في زمرة المساكين». و كان سليمان- عليه السلام- إذا رأى في المسجد مسكينا جلس إليه و قال: «مسكين جالس مسكينا» و قال موسى- عليه السلام-:

«إلهي أين أطلبك؟ قال: عند المنكسرة قلوبهم من أجلي».

و منها: أن لا يجالس إلا من يفيده في الدين فائدة، أو من يستفيد منه، فأما أهل الغفلة [2] فيتحذر منهم؛ قال صلى اللّه عليه و سلم: «الوحدة خير من الجليس السوء، و الجليس الصالح خير من الوحدة». فإذا أكثر من مجالسة أهل الغفلة فينتقص من دينه بكل جلسة شي‌ء، فليقدر أن كل واحد منهم لو كان يأخذ منه في كل جلسة سلكا من ثوبه، أو شعرة من شعر لحيته، أ ما كان يحذره خيفة أن يصير على القرب أمرد عاريا؟ فالحذر لأجل الدين أولى.

و منها: أن يعود مرضاهم، و يشيّع جنائزهم و يزور قبورهم، و يدعو لهم في الغيبة، و يشمّت‌ [3] العاطس، و ينصف الناس من نفسه، و ينصح إذا استنصح، إلى غير ذاك من حقوق كثرت فيها الأخبار، آثرنا فيها الاختصار، و جملتها: أن تعمل في حقهم، ما تحب أن يعمل في حقك من إحسان و اهتمام و كفّ أذى.

الحالة الثالثة: الصحبة مع من يدلي- سوى عموم الإسلام- بخاصية، كجوار أو قرابة أو ملك، قال صلى اللّه عليه و سلم: «إذا رميت كلب جارك فقد آذيته». و قال صلى اللّه عليه و سلم: «أول خصمين يوم القيامة جاران»، و قيل له صلى اللّه عليه و سلم: «إن فلانه تصوم النهار و تصلي الليل و تؤذي الجيران فقال: «هي في النار». و قال صلى اللّه عليه و سلم: «أ تدرون ما حقّ الجار؟ إن استعان أعنته، و إن استقرضك أقرضته، و إن افتقر جدت عليه، و إن مرض عدته، و إن مات اتبعت جنازته، و إن أصابه خير هنأته، و إن أصابته مصيبة عزّيته، و لا تستطيل عليه بالبناء فتحجب عنه‌


[1] زايلوهم: فارقوهم.

[2] أهل الغفلة: الذين لا يرجى خيرهم و لا يخشى شرهم.

[3] يشمت العاطس: يدعو له بقوله: «يرحمك اللّه».

نام کتاب : الأربعين في اصول الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست