نام کتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 6 صفحه : 268
أسباط قال لما ورد أبو الحسن موسى عليهالسلام على المهدي رآه يرد المظالم فقال يا أمير المؤمنين ما بال مظلمتنا لا ترد فقال له وما ذاك يا أبا الحسن قال إن الله تبارك وتعالى لما فتح على نبيه صلىاللهعليهوآله فدكا وما والاها لم يوجف عليه بخَيْلٍ وَلا رِكابٍ فأنزل الله على نبيه صلىاللهعليهوآله « وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ » [١] فلم يدر رسول الله صلىاللهعليهوآله من هم فراجع في ذلك جبرئيل وراجع جبرئيل عليهالسلام ربه فأوحى الله إليه أن ادفع فدكا إلى فاطمة عليهاالسلام فدعاها رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال لها يا فاطمة إن الله أمرني أن أدفع إليك فدكا فقالت قد قبلت يا رسول الله من الله ومنك.
فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله فلما ولي أبو بكر أخرج عنها وكلاءها فأتته فسألته أن يردها عليها فقال لها ائتيني بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك فجاءت بأمير المؤمنين عليهالسلام وأم أيمن فشهدا لها فكتب لها بترك التعرض فخرجت والكتاب معها فلقيها عمر فقال ما هذا معك يا بنت محمد قالت كتاب كتبه
العباسية ، والمظلمة بتثليث اللام : المأخوذة ظلما « وما ذاك » أي هذا الكلام « وما والاها » أي قاربها من توابعها أو شاركها في الحكم « لم يوجف عليها » إشارة إلى ما مر من آية الحشر وقد يستشكل بأن سورة الحشر مدنية « وَآتِ ذَا الْقُرْبى » في سورة الأسرى وهي مكية فكيف نزلت بعد الأولى ، مع أنه معلوم أن هذه القضية كانت في المدينة؟ والجواب : أن السور المكية قد تكون فيها آيات مدنية وبالعكس ، فإن الاسمين مبنيان على الغالب ، ويؤيده أن الطبرسي (ره) قال في مجمع البيان : سورة بني إسرائيل هي مكية كلها ، وقيل : مكية إلا خمس آيات وعد منها« وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ » رواه عن الحسن ، وزاد ابن عباس ثلاثا آخر.
قوله : ائتيني بأسود أو أحمر ، قال في النهاية : فيه بعثت إلى الأحمر والأسود ، أي العجم والعرب ، لأن الغالب على ألوان العجم الحمرة والبياض ، وعلى ألوان العرب الأدمة والسمرة قوله : هذا لم يوجف عليه ، كان اللعين قال هذا استهزاء بالله وبرسوله وبالقرآن ، أو المراد أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضا لم يتعب في تحصيلها حتى تكون