responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 5  صفحه : 148

.................................................................................................


أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً » قراطيس تنشر وتقرأ ، وذلك أنهم قالوا للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لن نتبعك حتى تأتي كلا منا بكتاب من السماء فيها من الله إلى فلان : اتبع محمدا.

« كَلاَّ » ردع عن اقتراحهم الآيات « بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ » فلذلك أعرضوا عن التذكرة لامتناع إيتاء الصحف « كَلاَّ » ردع عن أعراضهم « إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ » وأي تذكرة؟! « فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ » أي فمن شاء أن يذكره ذكره « وَما يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ » ذكرهم أو مشيتهم « هُوَ أَهْلُ التَّقْوى » حقيق بأن تقي عقابه « وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ » حقيق بأن يغفر عباده سيما المتقين.

أقول : إذا عرفت تفسير الآيات وما يرتبط بها فلنرجع إلى التأويل الوارد في الرواية فإنه من أغرب التأويلات وأصعبها ، فأقول : قبل تلك الآيات : « ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً ، وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً وَبَنِينَ شُهُوداً ، وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً ، ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ ، كَلاَّ إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً ، سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ ، فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ، ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ، ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ ، فَقالَ إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ ، إِنْ هذا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ ، سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ، وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ ، لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ ، لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ، عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ ، وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ » إلخ.

وقد ذكر المفسرون أنها نزلت في الوليد بن المغيرة وقيل : إنه كان ملقبا بالوليد فسماه الله به تهكما أو أراد أنه وحيد في الشرارة أو عن أبيه لأنه كان زنيما [١] ورووا أنه مر بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يقرأ حم السجدة فأتى قومه وقال : لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس والجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق [٢] وأنه ليعلو ولا يعلى ، فقال قريش : صبا الوليد [٣] فقال ابن أخيه أبو جهل : أنا أكفيكموه فقعد إليه حزينا وكلمه بما أحماه فقام فناداهم فقال : تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه يتجنن؟ وتقولون إنه كاهن فهل رأيتموه يتكهن وتزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه يتعاطى شعرا؟ فقالوا : لا ، فقال : ما هو إلا


[١] الزنيم : الدعيّ.

[٢] المغدق : الكثير الماء.

[٣] أي خرج من دين آبائه.

نام کتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 5  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست